فلسطين أون لاين

تحديات الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة بعد تقديم قوائمها الانتخابية

أما وقد أُغلق تقديم القوائم الانتخابية الإسرائيلية، المقدر عددها بأربعين قائمة، يتركز التنافس بين 13 منها فقط، فإن قادة الأحزاب الإسرائيلية في الائتلاف والمعارضة، يمكن لهم الادعاء أنهم حققوا بعض الإنجازات، على الرغم من أن الاستطلاعات المتوفرة حتى الآن لا تعطي لأي منهم القدرة والأريحية على تشكيل حكومة مستقرة، ما يجعل الإسرائيليين أمام كابوس الانتخابات المبكرة السادسة!

في الوقت ذاته، فإن المخاوف الإسرائيلية المحيطة بجميع قادة الكتل المرشحة تزداد في حال أقدم أي منهم، ولو دون قصد، على خطأ قد يكلفه غالياً، سواء في التصريحات الإعلامية، أو التحركات السياسية داخليا وخارجيا، وسك سباق مع الزمن أمام عدد من الكتل الانتخابية المرشحة لاجتياز نسبة الحسم، سواء بسبب عدم الدخول في ائتلافات حزبية، أو ما أظهرته الساعات الأخيرة من انشقاقات وترشيحات أحادية، كما حصل مع القوائم العربية التي ترشحت في ثلاث قوائم منفصلة.

مع العلم أن الطموحات الشخصية لقادة الكتل الحزبية الإسرائيلية المتنافسة باتت أكثر وضوحا، وأصعب من أن تخطئها العين، فمعظمهم لم يتخلوا عن حلم تولي رئاسة الوزراء، وتحديدا زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، وخصومه رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد، ووزير حربه بيني غانتس، وربما من يعلم، فقد يأتي مرشح رابع من خارج بازار التوقعات، كما حصل مع رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت الذي خدمته الظروف، وأصبح الرجل الأول في دولة الاحتلال بأقل عدد من مقاعد الكنيست، للمرة الأولى في تاريخها.

وفي حين تسعى القوى العربية المتفرقة المنقسمة على نفسها لتحفيز فلسطينيي الـ48 للإقبال على صناديق الاقتراع، فإن بعضها ستجد نفسها خارج الكنيست الـ25 المقبلة، فلابيد يبدأ حملته الانتخابية وعيناه موجهتان إلى خصميه اللدودين: الأكثر شراسة: نتنياهو من حيث تضييق الفجوة معه، في ظل تأرجح نتائج الاستطلاع بينهما، وشريكه الحالي وخصمه القادم غانتس الذي لا يخفي تطلعه إلى طموحه القديم الجديد بتولي حقيبة رئاسة الحكومة بعد خديعة نتنياهو له.

من الواضح أن جميع الأحزاب الإسرائيلية، بعد أن قدمت قوائمها إلى لجنة الانتخابات المركزية، تواجه تحديات صعبة بشكل خاص، بين قدرة كل منها على تشكيل الحكومة القادمة، أو امتلاكها بيضة القبان في تشكيلها، أو فشلها في بلوغ هذه المرحلة، وإلا فإن الإسرائيليين سيجدون أنفسهم أمام واحدة من أقصر الحكومات في تاريخهم، وهذا مجرد تحدٍ واحد من بين تحديات أخرى تواجهها جميع الأحزاب والقوى السياسية الإسرائيلية تحضيرا لاستحقاق الأول من نوفمبر المقبل.