إرهاب صهيوني متصاعد يديره الاحتلال بمختلف أركانه ضد كل ما هو فلسطيني وإسلامي في مدينة القدس والمسجد الأقصى وسط صمت دولي من المنظمات الدولية والحقوقية، مئات الدونمات صودرت من أصحابها وآلاف الوحدات الاستيطانية شيدت حول المسجد الأقصى ولكن ما يجعلنا أقوياء أن معادلات المقاومة حاضرة بقوة وتتابع الأحداث وليست معركة سيف القدس ببعيدة، الضفة تشتعل على صفيح ساخن وموجة عمليات فدائية في الضفة الغربية جنين ونابلس وشمال غور الأردن تثبت أن براكين المقاومة واسعة النطاق وإن تصاعد عمليات الاعتقال لن يزيد الشعب الفلسطيني ومقاومته إلا تمسكًا بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، فمن الحماقة أن تعيش مسالماً والأرضُ غابٌ والصهاينة ذئاب.
وفي هذا التوقيت من تاريخ المواجهة مع الاحتلال تحشد جماعات صهيونية وتعد العدة للمضي في موجة جديدة من العدوان على المسجد الأقصى ونفخ البوق والرقص في ساحاته خلال 26 و27 سبتمبر، بما تسمى رأس السنة العبرية، في محاولة لفرض السيادة الصهيونية في خطوة تهويدية خطيرة.
تستمر منظمة الهيكل في تنظيم اقتحامات متتالية داخل باحات المسجد الأقصى بشكل فاضح وصارخ بعيداً عن الأخلاق في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع التي تريد من ورائها جماعة الهيكل تأسيسًا معنويًّا للهيكل، وما مطالبتهم الخبيثة بفتح أبواب المسجد الأقصى جميعها لتسهيل الاقتحامات بأعداد كبيرة وبموافقة رسمية إلا دليل جديد على مخططاتهم التهويدية بحق المسجد الأقصى.
في ظل الصمت العربي والإسلامي تستمر عمليات فرض وقائع جديدة في مدينة القدس لترسيخ مخططات التهويد وفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ومحاولات هدمه من خلال عشرات الأنفاق والمئات من الحفريات أسفل المسجد الأقصى وأحيائه حتى باتت أجزاء كبيره من المسجد الأقصى مهدده بالانهيار بفعل هذه الحفريات الخطيرة.
وبحسب الصحفي الصهيوني بن كاسبيت فإن الإستراتيجية التي تحكم توجهات الجماعات الصهيونية تؤدي دوراً رئيساً في إثارة المشاكل والاستفزازات في القدس المحتلة والأقصى، تتمثل في وجوب العمل على تكريس الفوضى من منطلق أنه كلما كانت الأمور أسوأ، توفرت الظروف التي تسمح لهذه الحركة بتحقيق أجندتها، وأن الاستفزازات التي يقودها بن غفير في المسجد الأقصى والقدس تهدف إلى التمهيد "لاندلاع حرب دينية".
إن كل هذه التداعيات تدفع باتجاه معركة سيف القدس 2، إذا ما استمر الاحتلال وجماعاته الإرهابية في سلوكهم الإجرامي بحق المسجد الأقصى فإن فرصة انطلاق رد من المقاومة تصبح كبيرة وعالية، فما يحدث يعد تجاوزًا للخطوط الحمراء التي رسختها المقاومة في معادلات الدم والنار، بالتأكيد المقاومة تتابع الأحداث بدقة وما سمعناه في الأيام القريبة من تصريحات قادة العمل المقاوم تؤكد أن المقاومة تعد حماية المسجد الأقصى ثابتًا مهمًّا وأساسيًّا ولا تراجع عنه مهما قدمت من أجله الدماء والأرواح، وإن كرات النار التي ستحرق جنود الاحتلال في معركة سيف القدس ٢ في ظل الأحداث الجارية حاضرة وبقوة.