كشفت صحف عبرية أن الاحتلال الإسرائيلي طلب من دولة عربية شقيقة ممارسة ضغوطها على رئيس السلطة محمود عباس، ليصدر أوامره للأجهزة الأمنية بتعزيز أنشطتها بشكل رئيس في جنين ونابلس، على خلفية تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، ومنع أي هجمات ضد أهداف "إسرائيلية"، وكذلك منع أي عمل عسكري للمقاومة في المستقبل القريب.
يعيش الكيان الإسرائيلي حالة من القلق الشديد والمتصاعد؛ لأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الأوضاع في الضفة الغربية، وهو كما قلنا مرارا "بين نارين"؛ مقاومة الضفة الغربية المتصاعدة ومقاومة قطاع غزة المتأهبة للرد على أي تغول إسرائيلي في الضفة الغربية أو أي اعتداء على قطاع غزة، لذلك لم تعد يد جيش الاحتلال مطلقة في الضفة كما في الزمن الماضي وخاصة بعد معركة سيف القدس التي شكلت حالة غير مسبوقة من الردع واستطاعت المقاومة من خلال الانتصار في تلك المعركة فرض معادلة متينة من الصعب على الاحتلال فكفكتها أو تخطيها.
لا (إسرائيل) ولا أي قوة يمكنها وقف تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، فالمقاومة في الضفة أقرب إلى الأعمال الفردية منها إلى العمل الفصائلي، ليس هناك عنوان محدد يقود المقاومة ليتم تصفيته أو حتى اعتقاله لنتوقع أن تتم السيطرة عليها، دولة الاحتلال اعتقلت كل من تشك أن له يدا في التصعيد ولكن التصعيد مستمر، والسلطة الفلسطينية ليست نائمة، ولا تسمح بأعمال المقاومة في الضفة الغربية ولكن العمليات تحصل من أفراد غير منتمين أو ينتمون إلى أي فصيل، ومنها حركة فتح ذاتها دون أن تحركهم فصائلهم لذلك نقول إنها أعمال فردية من الصعب جدا التنبؤ بحدوثها لإفشالها.
التهدئة في فلسطين المحتلة لا تحتاج إلى معجزات وقوى جبارة، وإنما تحتاج إلى التخلي عن الغطرسة والغباء المتراكم الذي كلما استمر ازدادت معه خسائر العدو الإسرائيلي. الشعب الفلسطيني يمكنه التنازل وتقديم تهدئة مؤقتة مقابل الحصول على جزء من حقوقه دون اعتراف بشرعية الاحتلال، يمكنه تقديم تهدئة إذا كانت هناك بيئة مناسبة للتفاوض عليها، بحيث تنتهي إلى وقف (إسرائيل) جرائم القتل والاستيطان وحصار قطاع غزة، وكف يدها عن المقدسات الفلسطينية، يمكن لـ(إسرائيل) أن تحظى بفترة هدوء طويلة إذا ما سمحت للفلسطينيين بإقامة دولة حقيقية ذات سيادة على الأراضي المحتلة عام 67 دون مستوطنات ومستوطنين حلا مؤقتا وليس مقابل الاعتراف بشرعيتها على بقية فلسطين، ودون ذلك ستستمر نضالات الشعب الفلسطيني حتى تحرير آخر شبر من فلسطين دون أن يحظى المحتل بأي لحظة من الهدوء.