يقضي الأسير المريض بسرطان الرئة ناصر أبو حميد (50 عاما) أيامه قبل الأخيرة داخل عيادة سجن الرملة "الإسرائيلي" إثر تردِّي وضعه الصحي الحرج للغاية، ومع ذلك يُواجه تعنت ورفض سلطات الاحتلال الصهيوني الإفراج عنه، وعلى الرغم من المناشدات والمُطالبات المتكررة والاستغاثة التي أطلقتها عائلته والصرخة التي وجهتها أمُّه بِضرورة إنقاذ حياة ابنها المريض والإفراج عنه حتى يقضي أيامه الحرجة والقاسية بين أحضانها.
هي الأم المكلومة التي قدَّمت التضحيات الجثام لهذا الوطن، أم الأسير ناصر أبو حميد المريض بسرطان الرئة، لمن لا يعرف هي أمٌّ لِخمسة أسرى حُكم عليهم بالمؤبدات ما يعني السجن مدى الحياة، منهم ناصر المريض بالسرطان مَن أرسلت مناشدتها وصرختها لأجل الإفراج عنه و يُذكر حينما تمكنت من زيارته بعد عناءٍ طويل لم تعرفه لخطورة وتدهور وضعه الصحي فهو بأمس الحاجة للإفراج عنه لتلقي العلاج والرعاية الصحية الكاملة.
مع العلم لم ينتهِ وجعها وأنين قلبها إلى هذا الحد فقد فقدت ابنًا آخر شهيدا، وتعرض منزلها للهدم خمس مرات كان آخرها عام ٢٠١٩، منزلها الذي يقع في مخيم الأمعري بمدينة رام الله، معقل فساد سلطة التنسيق الأمني التي تُغضّ الطرف عن قضايا الأسرى وتتجاهل معاناتهم وأوجاعهم وتتنازل عن حقوقهم المشروعة بينما تُبادر وتُهرول إلى الاحتلال الإسرائيلي وتحفظ أمن وأمان مستوطنيه المحتلين للأرض، من يمارسون شتّى أشكال الإجرام والعنجهية الصهيونية على مرأى ومسمع قيادات سلطة التنسيق الأمني.
ويُذكر بأنّ عائلة الأسير المريض ناصر أبو حميد، كشفت عن التوصية الطبية التي حصلت عليها خلال الساعات الأخيرة، والتي تدعو إلى فحص إمكانية السماح للأسير المريض ناصر أبو حميد بالخروج من السجن ليقضي أيامه الأخيرة بين عائلته، وقال ناجي أبو حميد شقيق الأسير ناصر في مؤتمر صحفي عاجل عُقد مساء الخميس أمام مقر نادي الأسير في مدينة البيرة "أن شقيقه ناصر أبلغ بتلك النتيجة بعد نقله إلى مستشفى "اساف هاروفيه" الإسرائيلي، لاطلاعه على نتائج الفحوص التي خضع لها ومنها التصوير الطبقي لكل جسده.
فيما أكد أن علاج ناصر قد تأخر كثيرا نتيجة سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، ومنذ شهرين لم يعد يتلقى أي جرعة علاج، لأن جسده لم يعد يقوى ولا يتجاوب مع العلاجات.وأضاف "أعيد ناصر إلى سجن عيادة الرملة بعد أن كان في مستشفى أساف هاروفيه، وحمل معه التقرير الطبي الذي حصل عليه من مستشفى اساف هاروفيه، والذي أوصى فيه الأطباء بفحص إمكانية إطلاق سراحه لأنه في أيامه الأخيرة". كما ناشد بالعمل على إطلاق سراحه حتى يمضي ما تبقى من أيامه في كنف العائلة، ولكي يحظى بوداع مهيب يليق بحجم معاناته وتضحياته بدلاً من الإبقاء عليه في ثلاجات الاحتلال، داعيًا إلى الإفراج عن ناصر حتى يتم دفنه بجانب شقيقه الشهيد عبد المنعم.
ويُشار إلى أن هناك 120 أسيرًا في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مهددة للحياة، ومنها السرطان وعليه يجب على كل الجهات المعنية بشؤون الأسرى وكافة الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية بالعمل على الإفراج عن الأسير المريض ناصر أبو حميد، والضغط لتوفير فرصة علاج حقيقية قبل فوات الأوان وحتى لا يواجه مصير المرضى من شهداء الحركة الأسيرة.