ماذا يعني مقترح حسين الشيخ على الإسرائيليين وقف اقتحاماتهم لمدن الضفة الغربية لمدة أربعة أشهر حتى يتسنى للسلطة وأجهزتها ضبط الأمور؟! هذا المقترح لا يقدمه غير متعهد يخشى ضياع عقد تعهده لعدم الوفاء بمقتضيات التعاقد؟! مؤسف . المقاومة تدافع عن وطن، وصاحب المقترح يدافع عن عقد تعهده لإسرائيل بالأمن؟!
يقول الشيخ: إن إسرائيل رفضت مقترحه، وهو يأسف لهذا الرفض، ومن ثمة فمسئولية تجدد أعمال المقاومة في شمال الضفة والأغوار يقع على مسئولية دولة الاحتلال وأجهزتها، ولو قبلت إسرائيل بمقترحه لكلف أجهزة أمن السلطة للقيام بالواجب، وإحباط أعمال المقاومة في بلدات الضفة في الشمال والجنوب والوسط؟!.
خدمات سلطوية يعرضها المرشح لخلافة محمود عباس علنا على حكومة دولة الاحتلال، ليخرجها من الأزمة، ومن حالة القلق التي تبديه بشكل متزايد مع تزايد أعمال المقاومة في الضفة في الأشهر الأخيرة من هذا العام.
في إسرائيل ثمة خلاف علني بين الأحزاب المقبلة على انتخابات حول قضية العودة لدعم سلطة محمود عباس، أو إضعافها، وقيام أجهزة أمنهم بأعمال الأمن بشكل مباشر.
كان يمكن للشيخ أن يستفيد من هذا النزاع الداخلي من خلال غض البصر عن أعمال المقاومة في الضفة، والقول بأنها أعمال فردية يصعب معرفتها، وتتبعها، وإحباطها.
الاقتحامات المتكررة، وقتل المواطنين، واعتقالهم، وتهميش السلطة، محفزات للمقاومة، إضافة للدواعي الوطنية العامة والمعروفة. وإن مقترح الشيخ يتعارض مع مشاعر المواطنين، وحق الشباب في الدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم. وهو مقترح مدان وطنيا، ويدين نفسه بنفسه، وخير منه السكوت. إذا كانت سلطة الشيخ لا تفعل شيئا لأمن الشباب، وحفظ كرامتهم، وهم يرونها عبئا على حياتهم، فيجدر بها أن تعزل نفسها عن مشهد المواجهة التي بدأت تتزايد في الضفة، وعزلها نفسها أفيد لها من مقترح الشيخ على حكومة الاحتلال.