إن زيادة اقتحامات الجماعات الصهيونية للمسجد الأقصى وتوسع الأنشطة العدائية ضد أهالي مدينة القدس وفي داخل باحات المسجد الأقصى وما رافق ذلك من اقتحامات عنصرية متكررة تعبر عن قذارة المستوى الذي وصل إليه هذا الاحتلال بإدخاله نساء صهيونيات شبه عاريات لساحات للمسجد الأقصى في تحدٍّ سافر لمشاعر المسلمين جميعاً وتصعيد خطير يعد تجاوزاً للخطوط الحمراء.
وفي سابقة خطيرة اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى عبر باب الأسباط بحماية مشددة من جنود الاحتلال مع مطالبات جديدة من جماعات الهيكل بفتح كل أبواب المسجد الأقصى للمقتحمين الصهاينة في تحضير خطير للعدوان على المسجد الأقصى وترسيخ التقسيم الزماني والمكاني فهذا ليس أمرًا عابرًا بل مخطط صهيوني ماكر يستثمر الأعياد اليهودية من 27/09 وحتى 17/10 لمزيد من الاقتحامات.
إن المساس بالمسجد الأقصى لا يمكن لحكومة الاحتلال أن تتحمل تداعياته الخطيرة فما يحدث على أرض الواقع هو إرهاب صهيوني ومحاولة متجددة لتنفيذ مخطط تهويد المدينة المقدسة وإقامة الهيكل المزعوم بحماية من الحكومة الصهيونية وفي ظل تصاعد اليمين الصهيوني المتطرف الذي يمارس الاعتداءات والجرائم ضد شعبنا وضد المقدسات الإسلامية برعاية الحكومة الصهيونية في ظل صمت دولي على هذه الجرائم التي ستدفع باتجاه حرب دينية في وجه محاولات الاحتلال تزييف الحقائق التي لن تستطيع حجب الحق الإسلامي الساطع في المسجد الأقصى ومدينة القدس.
إن اختبار صبر المقاومة سيجر على الاحتلال الهزيمة فمعركة سيف القدس التي انطلقت للدفاع عن المسجد الأقصى سيفها لا يزال صارمًا ومن الغباء استفزاز مشاعر المجاهدين ومن خلفهم من أحرار الأمة فما يحدث هو رسالة حرب من الصهاينة ستشعل المنطقة في وجه الاحتلال وأن المعركة القادمة ستأخذ أشكالًا جديدة ومختلفة عن المواجهات التي سبقتها إذا استمر العدوان على المسجد الأقصى في محاولات فرض السيادة على الحرم القدسي، ستكون هذه حرباً دينية وسيعلم الاحتلال أن اللعب بالنار لا يمكن أن يجر إليه إلا مزيدًا من الهزيمة والندامة وأن إرهابه وغطرسته استفزاز لمشاعر المجاهدين الضاغطين على الزناد بانتظار ساعة المعركة ليسوءوا وجوه المغتصبين الصهاينة ومن معهم.
لقد بات مطلوباً من الأمة الإسلامية بعلمائها وقادتها وأحزابها أن يتحركوا عاجلًا وبفاعلية لفضح الإجرام الصهيوني المتكرر والخبيث ضد المسجد الأقصى الذي هو حق لكل المسلمين وواجب أخلاقي وديني على كل مسلم أن يدافع عنه فهو شرف الأمة الذي لا تفريط فيه ولا تنازل عن ذرة تراب منه ومن حقنا بكامل أرضنا المحتلة.