فلسطين أون لاين

تحضيرات إسرائيلية لترجمة تهديدات حزب الله على الأرض

مع تواصل التهديدات المتبادلة بين دولة الاحتلال وحزب الله على خلفية ترسيم الحدود البحرية واستخراج الغاز من البحر المتوسط، تزداد الاختلافات الإسرائيلية داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية بشأن إذا ما كان الحزب سيبدأ حربًا بالفعل، أم أن الأمر لا يتعدى تهديدات إعلامية فقط، ومع ذلك فإن (إسرائيل) تأخذ تهديداته على محمل الجد، وتعتقد أنه عقب المفاوضات مع لبنان، يعمد الحزب إلى التطرف في مواقفه كما لم يفعل منذ حرب لبنان الثانية.

في الوقت ذاته، فإن التهديدات المتكررة للحزب تشكل مصدر قلق للاحتلال، ما دفع وزير الحرب بيني غانتس للإعلان أنه "من الأفضل أن نتوصل إلى اتفاق دون حرب"، ورغم التزام الجيش الصمت هذا الأسبوع، لكن قيادة المنطقة الشمالية والقوات الجوية والبحرية بدؤوا الاستعداد لاحتمال اندلاع اشتباكات في الجبهة الشمالية.

بالتزامن مع ذلك، فقد شرعت الأوساط الإسرائيلية في إعداد الخطط القتالية، حتى لو كان الحزب يخطط للقتال "ليوم واحد فقط"، وحتى إذا لم يكن الاحتلال مهتماً بالحرب، فإن شدة النار التي سيستخدمها الجانبان تختلف تمامًا عما اعتاده الإسرائيليون في العدوانات الأخيرة ضد غزة، وسيصعب السيطرة على ارتفاع النيران، في ظل عدم معرفة كل طرف برد فعل الطرف الآخر.

التقدير السائد في مقر هيئة الأركان في تل أبيب أنه حتى لو بدأ الحريق لمرة واحدة، فقد يتدهور بسرعة كبيرة إلى أيام معركة، ومن ثم إلى حرب حقيقية، وهو ما لا يريده الطرفان، لكن التحدي الكبير في الوقت الحالي هو متى وكيف يتم وقف هذا التدهور، وعليه فإن المناقشات الرئيسة في المنظومة الأمنية تتعامل حاليًّا مع إعداد الردود لكل حالة وسيناريو يمكن أن يحدث، دون استبعاد أنه في حالة وصول معلومات محددة حول نشاط مخطط له من قبل الحزب، فسيقرر الاحتلال إحباطه في وقت مبكر. 

يدرك الإسرائيليون أن الحزب قام بتسليح نفسه كثيرًا منذ انتهاء حرب لبنان الثانية قبل 15 عاما، وأوجد توازنًا يهدد دولة الاحتلال، لذلك في هذه الجولة، إذا انطلقت فعليًّا، فقد يتعين على الجيش الإسرائيلي الرد بقوة، ما من شأنه أن يعزز الردع الذي تآكل ضد الحزب، ومن ثم إبعاد المواجهة القادمة.