عائلة الأسير الضابط هدار جولدن تتحرك نحو الضغط على حكومة تل أبيب، وذلك بعد الإشارات التي قدمها تصريح القسام الأخير. العائلة ترفض رواية الجيش بأن هدار قتل في المعركة بعد اختطافه. العائلة تقول هدار حي، أصيب بجراح وتم خطفه بينما قتل من كانوا معه، تقول مللنا الحديث عن جثث بناء على رغبة الجيش الذي تخلى عن جنوده.
العائلة قررت أن تقوم بمسيرة يوم الأربعاء القادم تنطلق من هارتسيليا وحتى الحدود مع غزة لإعادة الجنود الأسرى لدى حماس. العائلة طلبت من الجمهور مشاركتهم في هذه المسيرة. وخاطبت والدة هدار قائلة أين موقف الحاخامات من قضية ولدها، أليست التوراة تمنع ترك الأسرى اليهود في يد العدو؟ وصرحت أخت هدار أنها جاهزة للذهاب إلى غزة لكي تعيد شقيقها.
وأحسب أن حماس لا تمانع من دخولها لغزة، والحديث معها عن الأسرى وعن شقيقها، شريطة أن تسمح لها حكومتها بذلك. حماس في ظني لا تضع شروطًا للحديث مع عائلة هدار بشكل مباشر، كما لا تعترض على الوساطات التي تسهل عملية تبادل أسرى.
حراك عائلة هدار يكشف عن مدى نجاح رسائل القسام في هذا السياق، من حق حماس كما تقول والدة هدار القيام بضغوط نفسية لتصل إلى أهدافها، المعركة النفسية هي جزء من المعركة العامة، وحياة هدار مهددة بالقصف كما هي حياة حراسه، والقدر غلاب.
إن تحرك العائلة الأخير بعيد تصريح القسام، وقدوم وفد أمني مصري لغزة، تحمل دلالات عن تحرُّك الملف من المنطقة الرمادية إلى المنطقة الخضراء كما ذكرنا في مقال الأمس.
التفاعل الاجتماعي داخل مجتمع العدو يتجه نحو القيام بعملية تبادل أسرى غير مكلفة، لأن عوائل الجنود الذين يعملون في نطاق غزة معرضون لمثل ما تعرض له هدار، ومن ثمة يجدر بالجيش الذي يرسل أبناءهم للقتال في غزة أن يعيدهم حال أسرهم، أو يعيد جثثهم إن قتلوا، ولا يجدر به تركهم والآلام تنخر في أجسام الآباء والأمهات والأقارب، ولا يجوز جعل موضوع هدار والأسرى الآخرين موضوع مزايدات حزبية، وموضوعًا سياسيًّا، حيث لا يوجد في اليهودية خلاف حول الحق في تحرير الأسرى كقضية مستقلة عن الصراع الحزبي والخلاف السياسي.
إن اهتمام حماس بقضية الأسرى الفلسطينيين يتفوق على اهتمامات غيرها، وجدير بكل فلسطيني أن يدعم بالفكر والعمل مشروع الضغط على حكومة الاحتلال لتنفيذ صفقة تبادل مجزية. قضية الأسرى الفلسطينيين قضية وطنية عامة، والعمل لها يجدر أن يكون عملًا وطنيًّا عامًّا يشارك فيه الجميع، كلٌ حسب قدراته، وكلٌ من موقعه وأدواته. معا لتحرير أسرانا من سجون المحتل. فهل من الأدوات الجيدة السماح لشقيقة هدار بدخول غزة، والتباحث معها في موضوع التبادل؟ ننتظر تصريحًا مسؤولًا.