لا يخفى علينا الحرب القائمة بين قوى المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني التي شملت ميادين سياسية وعسكرية وأمنية وسيبرانية حققت خلالها المقاومة نجاحات بارزة، واليوم انطلقت حملة الدعاية الصهيونية السوداء المضللة من أروقة الاحتلال الأمنية في محاولة جديدة لخداع المجتمع الفلسطيني ضمن حرب العمليات النفسية الصهيونية لنشر البلبلة والتشكيك من خلال معلومات مزيفة تستهدف المقاومة، ومن جهة أخرى ما بثه الإعلام الصهيوني من صور لمنشآت مدنية هو بمنزلة تهديد باستهدافها واستجلابًا لضوء أخضر من حلفائهم الدوليين.
إن منطلقات هذه الحملة التي شنتها وسائل الإعلام الصهيونية عبر صفحة المنسق والناطق بلسان الجيش الاحتلال والتلفزيون والإذاعة العبرية وعدد من الصفحات الإعلامية المشبوهة تكشف جهودًا أكثر شراسة للتلاعب إعلاميًّا في الجماهير الفلسطينية للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة غير أن مناعة جماهير شعبنا الفلسطيني أمام دعاية الاحتلال المضللة تعكس الهوية المقاومة والسيكولوجية المجتمعية الراسخة في دعمها للمقاومة وتدلل على فشل الاحتلال في تهديد الأمن الاجتماعي أمام تماسك المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.
ما يحدث من حملة لتزييف الوقائع هو دليل فشل الاحتلال الصهيوني في حرب العقول أمام المقاومة التي وجهت صفعة قوية في مجال الحرب النفسية إلى الجبهة الداخلية لدى الاحتلال عندما بثت مؤخرًا فيديو للجندي الأسير لدى المقاومة هشام السيد، ما يجعلنا مؤمنين أن المقاومة نجحت في فك شيفرات عمليات التأثير في الجبهة الداخلية الصهيونية وباتت تمتلك مفاعيل الضغط على العدو الصهيوني أمنيًّا وعسكريًّا ونفسيًّا وباتت تستنزف العدو من خلال حرب نفسية تؤثر في معنويات جنوده وتفكك رغبتهم في القتال في مواجهة قوى المقاومة.
لقد صاغت المقاومة بذكاء كبير حملات فعالة ضمن عمليات الحرب النفسية وغيرت نظرة القيادة الصهيونية لمعنى الحرب التقليدية وبات قرار الحرب شيئًا صعبًا بسبب الردع الذي ما زال حاضرًا منذ انتصار المقاومة في معركة سيف القدس وتعزز مجددًا بتحالف محور القدس الذي يحقق تكامل الجبهات والساحات حتى باتت قيادة أركان المنظومة الصهيونية يعيشون حالة رعب حقيقية خشية انفجار شرارة معركة جديدة.
الواقع أن حملة التضليل الصهيونية لتزييف مشاهد وصياغتها للتلاعب إعلاميًّا فشلت بسبب يقظة المقاومة واتخاذها إجراءات للضبط في هجمات تضليلية كهذه للعبث وتزوير الحقائق، وأن مخططات قادة الاحتلال الخبيثة فشلت وأجهضت أمام صخرة صمود شعبنا الفلسطيني ووعيه الذي يؤكد التفافه حول خيار المقاومة واستعادة حقوق شعبنا ولعل من الأهمية بمكان الاستمرار في التصدي للدعاية الصهيونية المضللة والابتعاد عن صفحات الإعلام التي يبثها الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها لما تمثله من تهديد للأمن الوطني والمجتمعي.