فلسطين أون لاين

ماهر.. تركه والده بعمر 8 أيام واحتفل بنجاحه بعد 18 سنة

...
نابلس-غزة/ أدهم الشريف:

لا يمكن لأي كلمات أن تصف حجم الفرحة التي عمت منزل الطالب ماهر العديلي من بلدة بيتا جنوب شرق مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية المحتلة.

لقد اجتمعت فرحتان في وقت واحد، ولم يقتصر الأمر على نجاح ماهر في الثانوية العامة فحسب، بل إن وجود والده عياض العديلي المحرر من سجون الاحتلال إلى جانبه كانت الفرحة الأكبر للاثنين معًا، وللعائلة، والجيران أيضًا.

وعانق عياض العديلي الحرية الخميس الماضي 28 يوليو/ تموز بعد اعتقال دام 18 سنة.

وعندما اعتقلت قوات الاحتلال عياض في 30 يوليو/ تموز 2004، وحكمت عليه بالسجن لانخراطه في أعمال المقاومة الفلسطينية، لم يكن نجله الوحيد ماهر يتجاوز ثمانية أيام من عمره.

يقول عياض لصحيفة "فلسطين" إنه حرم من نجله لسنوات طويلة، ولم يفرح بالبقاء إلى جواره وتربيته، لكن كل ذلك استطاع ماهر تعويضه بنجاحه في الثانوية العامة.

وبتعابير تملؤها الفرحة يضيف: "فرحتي بنجاح ماهر لا تقل فرحتي بالحرية، لقد عوضني ماهر بنجاحه عن سنوات الأسر التي عشتها بين الجدران الرطبة وحيدًا".

وامتلأ منزل عائلة العديلي بالمهنئين من أحياء وقرى نابلس، ومن محافظات الضفة الغربية المجاورة، لتقديم المباركات بتحرر عياض من قيد سجون الاحتلال ونجاح نجله في الثانوية العامة.

يقول عياض إن الفرحة التي يعيشونها "ما بعدها فرحة".

وانتشرت صور للمحرر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يقف بجانب نجله ماهر، وارتسمت ابتسامتان واسعتان على وجهيهما.

وكان ماهر قد قضى ظروفا دراسية صعبة بحسب والده، لكنه استطاع تخطيها والحصول على معدل 75%.

ويلفت إلى أن زوجته ووالده ووالدته ساندوا ماهر إلى أبعد الحدود خلال فترة دراسة الثانوية العامة، وساهموا بشكل كبير في تحقيق حلمه بالنجاح "وإدخال الفرحة على قلبي".

ويمضي إلى القول: "لم أتوقع أن تكون فرحتي مضاعفة، فهذا اليوم الذي انتظرته لسنوات طويلة في زنازين الاحتلال".

وفي غمرة الفرحة التي يعيشها عياض لم يغفل عن الحديث عن ظروف الحرمان الصعبة التي يعيشها الأسرى خلف قضبان سجون الاحتلال، منبهًا إلى أن الأسرى ممن لهم أبناء في الثانوية العامة يحتفلون بنجاح أبنائهم في السجون، وينتظرون هذه اللحظات سنوات طويلة، ويبدأ التحضير للاحتفال قبل يومٍ على الأقل.

وعبر عن أمنيته بأن يحظى جميع الأسرى بالأجواء الاحتفالية للنجاح التي عاشها مع أسرته، وغيرها من المناسبات مع أبنائهم وعوائلهم أحرارًا من قيد السجان.