قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رياض منصور: إنَّ اتصالات تجريها القيادة على أعلى المستويات بهدف المطالبة بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وذلك حفاظًا على "حل الدولتين"، من جانبه طالب رئيس الوزراء محمد اشتية ألمانيا الاتحادية بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك من منطلق إيمانها بـ"حل الدولتين" وأهمية الحفاظ عليه ولمواجهة كافة الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى تدميره مثل مصادرة الأراضي والذي يدمر أي فرصة لإقامة دولة فلسطين على حدود 1967 متواصلة جغرافيًّا وقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
من التصريحات السابقة نفهم أن السلطة الفلسطينية تراجعت من مربع الاشتباك السياسي لإقامة دولة فلسطينية إلى مربع الاشتباك السياسي للمحافظة على "حل الدولتين"، لأنها تعلم علم اليقين أن "حل الدولتين" بالنسبة لدولة الاحتلال (إسرائيل) وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ودول كثيرة عربية وغير عربية أصبح من الماضي، وبناء على ذلك لن يكون هناك مفاوضات ولقاءات فلسطينية إسرائيلية لمناقشة تطبيق اتفاقية أوسلو، بل لقاءات مع رئيس السلطة ومع الفلسطينيين تتعلق بتحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية أو لقاءات من أجل إضعاف حركة حماس أو لضمان مصالح (إسرائيل) أو حفظ أمنها كما قالها بكل صراحة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قبل أيام فقط.
بدلًا من الاستمرار في سياسة الاستجداء السياسي الذي يمارسه طرف فلسطيني من أجل "الحفاظ" على "حل الدولتين" لماذا لا يسألون أنفسهم؛ ما الذي جلبته اتفاقية أوسلو للشعب الفلسطيني؟ فمن خلال اتفاقية أوسلو هرولت أنظمة عربية إلى أحضان الصهيونية وأصبحت طرفًا ضدنا بدلًا من الاصطفاف إلى جانبنا، اتفاقية أوسلو سمحت لكل دولة أجنبية امتنعت عن الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي إلى الاعتراف به مقابل الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية حسب اتفاقية أوسلو، وبذلك زادت دولة الاحتلال ارتباطها بدول العالم وما يتبع ذلك من منافع سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية وغيرها ونحن نكتفي بإضافة رقم جديد للدول التي تعترف بدولتنا الوهمية، والحقيقة الدامغة أن كل اعتراف بالدويلة الفلسطينية المستقبلية هو اعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لـ78% من فلسطين، فضلًا عن الكوارث الداخلية التي ألحقتها بنا اتفاقية أوسلو وعلى رأسها محاربة المقاومة الفلسطينية والسكوت عن بناء مئات المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس بشكل لا يصدق.
ختامًا نقول: إن اتفاقية أوسلو مرفوضة فلسطينيًّا قبل أن تكون مرفوضة من الكيان الإسرائيلي، ونحن نرى أن فشل أوسلو وتعنُّت دولة الاحتلال هو لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، أما الاحتلال فهو إلى زوال حتى لو سانده الكاوبوي الأمريكي أو راعي الإبل الإماراتي وما بينهما.