الدكتور ناصر الدين الشاعر شخصية وطنية ومجتمعية وأكاديمية حظيت باحترام وتقدير الجميع وهو محط أنظار الشعب الفلسطيني من خلال تواجده في المحافل الوطنية وخصوصا التي نادت وعملت من أجل الوحدة الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، رجل يشهد له بالبنان في الميدان ولم يخشى في الله لومة لائم ، يتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة ولأكثر من مرة لأنه يؤمن بالوحدة الوطنية والشراكة السياسية فهو اليوم يدفع حياته ثمنا من أجل معالجة كافة القضايا الوطنية والمجتمعية ، نتيجة لتصفية خلافات داخل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وكوادرها الذين يتناحرون على كرسي الحكم ليخبرنا أحدهم عن خلفياته النضالية والثورية التي يعرفها شعبنا بالصوت والصورة.
ما حدث مع الدكتور ناصر الشاعر يدق ناقوس الخطر من جديد على أن الصوت الوطني والوحدوي لابد أن يغيب عن المشهد الفلسطيني بأي طريقة كانت حتى بالاغتيال، فالدكتور الشاعر حاز على ثقة أبناء شعبنا حينما تقلد مسؤوليات وطنية عديدة شهد لها القاصي والداني في محاولة إعادة الثقة وإعداد برنامج وطني للقضية الفلسطينية وكانت آراؤه أحيانا تختلف مع المراقبين والمحللين، إذ يمتلك كاريزما الصلاح والإصلاح في إعادة اللحمة للقضية الفلسطينية.
نحن اليوم أمام مشهد كبير من الصراع أمام ورثة التنسيق الأمني الذين يحاولون زج الشرفاء وقادة الوطن في حسابات ضيقة رخيصة تعمل على إعادة الكركعة من جديد للساحة الفلسطينية وتصدير أزماتهم للشارع والفصائل ومكونات المجتمع المدني للتغطية عما يرتكبه هؤلاء من فساد على مستوى هياكل السلطة وأذرعها في الضفة الغربية لرسم ملامح جديدة هزيلة للقضية الفلسطينية تقودها شرذمة محسوبة على تيارات خبيثة تريد النيل من قضيتنا الفلسطينية وطالبه العادلة ومقاومته الباسلة التي وحدت أبناء شعبنا في كافة تواجده.
إن اللعب في الساحة الفلسطينية ومحاولة قتل وتكميم الأفواه التي تعمل ليل نهار على مواجهة السرطان الصهيوني وتصفية هؤلاء القادة والنخب مثل نزار بنات وناصر الدين الشاعر يستدعي وقفة جادة من الجميع وكافة المكونات الحقوقية والسياسية والفصائلية والشرعية بالقول الفصل من تلك الأحداث المجرمة التي تحول دون كلمة الحق في هذا الوطن وتغيير الواقع المزري في الضفة الغربية من خلال نهضة حقيقية تعيد للقضية الفلسطينية هيبتها والإجماع على موقف وطني بلفظ هذه الفئة المارقة والتي تؤسس لهيمنة صهيونية جديدة في تطوير هذه الهيمنة الصهيونية والأمريكية واقتسام غنائم السلطة وأدواتها على شخوصهم.
أعتقد أن أوسلو ومفرداتها التي جلبت العار لقضيتنا انتهت من زمن بعيد وما مراهناتنا على رؤساء أمريكا و(إسرائيل) في إعادة حقوقنا المسلوبة إلا جزء من تطوير التنسيق الأمني وتعزيز الفلتان الأمني في الضفة الغربية ليبقى سيد الموقف إن لم يكن هناك إرادة حقيقية في القضاء على هذا الفلتان بكافة الأشكال، سيفضي إلى مزيد من التجاوزات والاغتيالات على الساحة الفلسطينية في الضفة لتثبيت حكم دايتون وأعوانه.
الحالة الفلسطينية اليوم أعقد مما سبق في ظل غياب الدور الحقيقي للكل الوطني في رفع الصوت عاليا وبدء اتخاذ إجراءات وطنية حقيقية ترسم سيناريو وطني للكل الفلسطيني بعد أن أضاعتنا أوسلو وأزلامها للهاوية ونحن ننتظر بايدن وغيره على أمل نيل حقوقنا التي باتت مطلب كل الشرفاء فكفى لهذا التغول وكفى للتنسيق الأمني وكفى الزج بشعبنا في مسرحيات رخيصة، آن الأوان ومن الجميع الوقوف عند مسؤولياته برفع الصوت عاليا وبدء إجراءات عملية لمنع وتصاعد الفلتان الأمني ومحاولات اغتيال الشرفاء أمثال رجل الوحدة الوطنية وصمام الأمان الدكتور ناصر الدين الشاعر.