رحلت الشهيدة شيرين أبو عاقلة عين الحقيقة لفلسطين بعد عملية اغتيال محكمة ومدبرة وجبانة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني كعادته، باستهداف كل مكونات الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين وصحفيين، تاركة خلفها إرثا تاريخيا من عشق شعبها لها ووفاء وتقديرا لها ولإنسانيتها ومهنتها والمخاطرة بحياتها من أن تكون عين فلسطين للعالم، لتنقل إرهاب المحتل وجبروته ونازيته وحقده الأسود في اخماد الصوت والصورة الحقيقية لشيرين وهي تضحي بنفسها من أجل فضح آلة الإرهاب الصهيونية وتكون الشاهدة والشهيدة للقضية الفلسطينية في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية.
شيرين ابنة هذا الوطن حالها كحال الفلسطينيين الذين اتخذ كل واحد منهم هدفا لينصر قضيته الفلسطينية، فشيرين اختارت مهنة المتاعب السلطة الرابعة بمعزل عن الولد والبنت والأهل واتخذت من قناة الجزيرة البيت والأهل والسند والعنوان لتطل به على العالم لتحمل سلاحا فتاكا من خلال عملها في قناة الجزيرة غير آبهة للأعباء والمخاطر التي قد تنتج في أي لحظة من خلال الدفع بفاتورة حياتها من أجل إظهار الصورة والقضية الفلسطينية ونقل الوقائع الحية وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من وحشية الاحتلال وشيرين ليست الشهيدة الأخيرة التي اغتيلت بدم بارد ، فالشهيد الصحفي يوسف أبو حسين مذيع إذاعة الأقصى بغزة تعرض لعملية قصف مباشر.
الهمجية الصهيونية التي اغتالت شيرين وهي تقف شامخة تؤدي واجبها الصحفي والإعلامي على مدار أكثر من 25 عامًا في قناة الجزيرة الفضائية تجردت من كل الحقوق الإنسانية والاجتماعية، شيرين التي سعت إلى إظهار عدالة قضيتها، وتأدية واجبها في الدفاع عن أرضها، وهي ابنة مدينة القدس المحتلة التي لم تغب عنها يوما، برباطها فيها وأداء رسالة عملها هناك، فهي التي كانت تصول وتجول لإظهار صورة همجية ووحشية المحتل، ناهيك بتقديم خدماتها الإنسانية وتقديم الخدمات والدعم للصائمين في رمضان وتتصدق على المحتاجين والفقراء في المدن والقرى الفلسطينية.
أيقونة الصحافة العربية والدولية الشهيدة شيرين في حياتها ومماتها لم تسلم من بطش الاحتلال وجبروته فكانت الصوت الحر الذي قهر المحتلين في حياتها ومماتها، ففي حياتها أصيب عدة مرات لأن الاحتلال أراد أن يقتل الحقيقة كعادته من خلال اغتيال الأصوات والأقلام الحرة التي تكشف نازية الاحتلال وهمجيته، لكن الحقد اللافت هذه المرة خطف شيرين وهي مسجاة ميتة وعدم السماح لمحبيها ومشيعيها مرافقتها في لحظات الوداع الأخيرة، وضرب وسحل وحجز المشيعين والاعتداء على حصانة المستشفى الفرنسي بحضور سفراء وشخصيات عربية ودولية شاهدة على الهواء مباشرة الإجرام الصهيوني البشع الذي استباح روح الفقيدة الشهيدة شيرين وهي تغادر دنياها ومحبيها، لتثبت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني بكل ألوانه وشرائحه وأشخاصه والصحفيين، أن لا حصانة لأحد من هذا العدو المجرم مهما كان لونه وعمله.
مطلب شيرين ومحبيها من قناتها التي نحترمها قناة الجزيرة، ألا تستضيف هذه القناة أي شخص من هؤلاء القتلة احتراما وتقديرا لروحها، ولكشف زيف الأكاذيب التي يبثها العدو الصهيوني صباح مساء، وألا تسلم قناة الجزيرة هذه القضية لأحد والعمل بروح المهنية التي استشهدت لأجلها شيرين ابنة القدس في مهنة المتاعب، غابت شيرين عن الميدان في نقل الصوت والصورة، لكن دماء شيرين الصورة المشرقة والحية ستبقى تلاحق المحتلين، وستبقى أيضا شيرين عين فلسطين الثائرة لجنين وفلسطين في كل الميادين.