فلسطين أون لاين

تقرير روند وانتصار تنجحان في إنتاج البطيخ على أرض الخليل الجبلية

...
الشاباتان روند وانتصار نجحتا في زراعة البطيخ في جبال الخليل
غزة/ هدى الدلو:

نجحت الشابتان روند شوابكة وانتصار ادعيس من مدينة الخليل في تنفيذ مشروع زراعي لإنتاج البطيخ والشمام على أرض الخليل ذات الطبيعة الجبلية.

ولم يكن اختيار شوابكة لدراسة تخصص الإنتاج الزراعي من فراغ، ففي عمر 15 عامًا التفتت الشابة المقيمة في مخيم الفوار إلى تعلقها بالأرض وحبها لمرافقة والديها إلى العمل في أرضهم الخاصة رغم التعب والإجهاد الكبيرين، واستفسارها عن بعض الأمور التي تتعلق بالزراعة والاهتمام بالنباتات.

في مرحلة الثانوية العامة، لم تسمح لها الفرصة للالتحاق بالفرع الزراعي بسبب بعد المدرسة الخاصة بهذا المجال عن بيتها، ولكن وجدت في التخصص الجامع فرصة أخيرة لتنسج خيوط العلاقة بينها وبين الزراعة.

تقول شوابكه لصحيفة "فلسطين": "انصدم والدي من اختياري بحجة أنّ التخصص شبابي ولا علاقة له بالفتيات، ولكن لم ألتفت لذلك بل صممت على اختياري لأشبع شغفي في التعرف على بعض التفاصيل التي تتعلق بتكاثر النباتات وزراعتها".

في حين تشير ادعيس إلى أنّ عائلتها تقبلت ميولها الزراعية، إذ التحقت في الثانوية بالفرع الزراعي وفي إثره اختارت تخصصًا جامعيًّا يتناسب معه.

وتُبيّن شوابكة أنّ العلم الذي يدرّس طيلة السنوات الجامعية يختلف كليًّا عن التطبيق العملي، حيث تعرفت على طرق كثيرة لإنتاج النباتات التي يمكن أن تكون مصدر دخل لها.

قبل حلول موسم الشمام والبطيخ فكرتا بالعمل على إنتاجه والتعرف على أسباب عدم زراعته في الخليل، واكتشفتا أنّ المشكلة تتمثل في الظروف المناخية التي يحتاجها وعدم توفرها في منطقتهما.

تقول ادعيس: "عملت مع روند على إنماء البطيخ والشمام في بيئة الخليل رغم أنها لا تتناسب مع ظروفه، حيث تم زراعته في الشمال بمحافظتي قلقيلية وطولكرم، وقد حاولنا زراعته لإدخاله كمشروع اقتصادي وتوفير بعض المصاريف التي تنفق على وسائل النقل، كما أنها فكرة جديدة تشجع المزارعين على إنتاج أصناف جديدة".

وقبل البدء في تنفيذ الفكرة عملت الشابتان خلال ثلاثين يومًا على التخطيط للمشروع بشكل دقيق، من خلال تصميم برنامج خاص بالري حيث يُعرف محصول البطيخ بحاجته الشديدة للماء المُكوّن الرئيس لهذه الثمرة، وبرنامج آخر للتسميد ومكافحة الأمراض التي قد تصيب النبتة فترة النمو، إلى جانب دراسة المكان التي ستتم فيه الزراعة.

روند وانتصار (2).jpeg
 

وتلفت شوابكة إلى أنهما اختارتا زراعة البطيخ والشمام في منطقة العروب شمال الخليل داخل بيت زراعي بلاستيكي واستعانتا بـ(ملش) وهو عبارة عن قطعة بلاستيكية سوداء اللون تزيد من درجة الحرارة والرطوبة داخل البيت الزراعي وتمنع من نمو الأعشاب.

وعملت الشابتان على التحكم بالبيت البلاستيكي ووضع التظليل المناسب للتحكم بدرجة الحرارة المناسبة للبطيخ، وتمكنتا من حصد محصول البطيخ بعد 75 يومًا بدلًا من 120، والشتلة الواحدة تحمل أربع ثمار بدلًا من واحدة.

وتوضح شوابكة أنّ برنامج الري والتسميد ساعد المزارعين، حيث تمكنتا من إنتاج بطيخ صحي بحجم مناسب بدلًا من الذي يصل إلى الأسواق بطعم غريب ولون لاعتماده على إبر الهرمونات.

شمام معلق

واستثمرت الشابتان الفراغ العمودي داخل البيت الزراعي البلاستيكي بزراعة شمام معلق داخل سلال بلاستيكية أسندت بدعامات حديدية.

ولم تكن الشابتان بعيدتان عن التحديات التي تواجه القطاع الزراعي كانقطاع المياه التي تسببت بمشاكل لبرنامج الري الذي تم العمل عليه، بالإضافة إلى عدم توفر بعض المواد كالأسمدة الخاصة، وارتفاع سعر خلية النحل التي تقوم بدور التلقيح.

وستعمل شوابكة خلال الفترة القادمة على استنساخ التجربة في الأرض الزراعية الخاصة بوالدها بعد الحصول على دعم فيما يتعلق بالبيوت البلاستيكية، وإنتاج أصناف جديدة من البطيخ بدون بذور، وتوفير خط إنتاج للخليل، وليعود عليهم بعائد اقتصادي.

ومن خلال مشروعهما تعملان على تشجيع المزارعين على إنتاج أصناف جديدة من الخضار والفواكه بعيدًا عن التقليدية لتحسين الجودة والكمية وتكافح الحشرات والأمراض.