فلسطين أون لاين

تقرير "صبار أنيق".. منتج "أبو سلامة" الحاضر في المناسبات السعيدة

...
زينة أبو سلامة - أرشيف
جنين-غزة/ مريم الشوبكي:

أضفت المهندسة زينة أبو سلامة لمسة جمالية على نبات الصبار بوضعه داخل صناديق على شكل معين، وقدمته على شكل هدايا أنيقة تُهدى في الأعراس، والمناسبات السعيدة، وحفلات أعياد الميلاد.

إدماج مميز

ودمجت أبو سلامة من بلدة فقوعة شرق جنين، بين الهندسة والزراعة بهندسة صناديق نبات الصبار بطريقة عمودية لتُشكّل لوحة جميلة على جدران وأسقف البيوت، ولم تعد الورود هي فقط من تمنح البيت جمالًا داخليًّا، بل أشكال وألوان أزهار الصباريات جعلتها تنافس الأزهار بألوانها وأشكالها المختلفة.

منذ ولدت أبو سلامة وجدت نفسها بين الأشجار، والنباتات، والورود فوالدها مهندس زراعي يعشق كل ما يتعلق بالزراعة، ورثت هذا الحب منه، فلديها شغفٌ وحبٌّ مثله رغم أنها درست تخصصًا بعيدًا عن هذا المجال وهو تخصص الهندسة المدنية.

لم تنتظر أبو سلامة أن تطرق الوظيفة بابها، ففكرت في أن تصنع مشروعها الخاص الذي بدأته في 2019م، فلم تجد أجمل من أن تستثمر شغفها للزراعة "ولا سيّما الصباريات"، وفكرت خارج الصندوق بأن تغلّفها بأشكال أنيقة تزيدها جمالًا.

تقول أبو سلامة (26 عامًا) لـ"فلسطين": "قرّرتُ مساعدة والدي في المشتل الذي يديره، وبدأت أُخطّط لإنشاء مشروع يدمج بين الهندسة والزراعة، من خلال الزراعة العمودية، التي تعتمد على تصاميم خشبية تحمل مواصفات خاصة قادرة على تحمل المياه والمتغيّرات البيئية، وتحتوي على أشتال الصبار العمودية".

أبو سلامة 1.jpg

نباتات عصارية

وتضيف أبو سلامة: "في بداية المشروع حرصت على انتقاء نباتات قادرة على تحمل عدد من العوامل التي كانت أساس فكرتها، وأهمها أن يكون عمر تلك النباتات طويل الأمد يمتد لعشرات السنوات، وتعرف بالنباتات العصارية وهي أحد أنواع الصبار".

وتتابع أبو سلامة: "هذا الصنف من النبات حاز اهتمامي لعدد من الأسباب؛ أهمها أنه يتحمل العوامل البيئية ولا يحتاج لكميات مياه كبيرة، ما يحافظ على الصناديق الخشبية المُعدّة بطريقة محددة لتحمُّل تلك العوامل، إضافة إلى وجود مجموعة كبيرة من الأشكال، منها ما يتأقلم مع الزراعة الداخلية في الظل أو الزراعة الخارجية".

وبعد أن لاقى مشروعها رواجًا في أنحاء الضفة الغربية، وسّعته، وطوّرته، إذ لم تكتفِ بالصباريات فقط، بل انتقلت إلى الورد الطبيعي، وتغليف الورد الصناعي أيضًا، ليصبح مشروع هدايا تُقدّم في كل المناسبات.

وتتطلع أبو سلامة أن يصبح لمشروعها علامة تجارية تميّزه ، لذا اتخذت خطوة نحو تحقيق حلمها بتسجيله كعلامة تجارية في وزارة الاقتصاد باسم "أقحوان" ليتمكن من المنافسة في السوقيْن الداخلي والخارجي.

وأقحوان هو مشروع ذاتي لأبو سلامة، فتستعين بعائلتها في تغليف الصباريات، والورود، حينما يسرقها الوقت ويكون لديها ضغط عمل، فعائلتها هي الداعم الأول لها، ووالدها منحها مشتله لأنه آمن بموهبة ابنته وقدرتها على النجاح.

ولا يوجد مشروع ناجح دون عقبات وصعوبات، تذكر أنها واجهت في البداية قلة المواد الخام، وغلاء أسعارها، والصعوبة في التسويق بين محافظات الضفة الغربية.

وتطمح أبو سلامة لأن تجوب هدايا أقحوان العالم ببطاقة تعريفية "صنع في فلسطين"، وأن توسّع عملها لكي تتمكن من تشغيل أيدٍ عاملة معها وتُخفّف من نسبة البطالة المرتفعة في فلسطين.

وتختم حديثها برسالة لكل شخص لديه طموح: "لا تترد بأن تُجرّب فالحياة تجارب ومنها يتعلم الإنسان ويستطيع أن ينجح في النهاية، ولكل سيدة عندها طموح وحلم، أقول: طوّري من مهاراتك، واصنعي منتجك كأنه لنفسك حتى تستطيعي أن تبني الثقة بينك وبين الزبائن".