ما زالت التسريبات الإسرائيلية تتواتر حول الترتيبات الجارية لصفقة التطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن للمنطقة، وآخرها أن السعوديين يفكرون في استضافة مسئول إسرائيلي كبير خلال الزيارة أو بعدها، فضلا عن حديث (تل أبيب) عن خطوات بطيئة لتطبيع العلاقات، وسط تقديرات بأننا لن "نكون أمام خطوة دراماتيكية، بل تقدم تدريجي".
بعد الكشف عن أن السعوديين يفكرون في استضافة شخصية إسرائيلية في أثناء زيارة بايدن للمملكة أو بعدها، ما لبثت أن انخفضت توقعات (تل أبيب) وواشنطن فيما يتعلق بإمكانية حدوث انفراج كبير في العلاقات مع الرياض، مع تزايد الأحاديث عن خطوات صغيرة للتقدم التدريجي في علاقات الاحتلال والمملكة، عرّفها البعض بأنها "خطوات صغيرة للتقارب".
ربما يبدو من المبكر في نظر الإسرائيليين الحديث عن خطوات دراماتيكية على شكل اتفاقيات التطبيع التي حصلت مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وفي الوقت نفسه، هناك خطوات محسوبة نحو تطبيع العلاقات مثل اتفاق الرياض للسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أجوائها في طريقها إلى الشرق الأقصى، واحتمال سماحها لأول مرة لفلسطينيي الـ48 بالسفر مباشرة إلى مكة ضمن مناسك الحج.
على أية حال من الواضح أن الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال تريان أن بايدن سوف يطير مباشرة من مطار بن غوريون إلى جدة، وهذه خطوة مهمة إلى الأمام، مع وجود تفكير في عقد لقاء ثلاثي بين مسؤولين أمريكيين وسعوديين وإسرائيليين خلال الزيارة الرئاسية للسعودية أو بعدها، حيث تسعى الولايات المتحدة لإرسال رسالة للمنطقة مفادها أن واشنطن تعود للمشهد من جديد، وتشجع التعاون بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية الموصوفة بـ"المعتدلة".
يستذكر الإسرائيليون أن بايدن يكنّ لهم علاقات وثيقة رغم الخلافات الظاهرة بينهما في عدة ملفات، لكنه صاحب المقولة الشهيرة "أن تكون صهيونيًا ليس بالضرورة أن تكون يهوديًا"، ولذلك فهو سيسعى خلال هذه الزيارة لتوضيح العلاقة القوية التي لا تتزعزع بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، من خلال وصوله اليوم الأربعاء، واستقباله رسمياً، وحديثه مع رئيس الوزراء يائير لابيد والرئيس يتسحاق هرتسوغ.
من المتوقع أن تكون أجندة بايدن مزدحمة خلال زيارته لدولة الاحتلال، في مسعى واضح منه لمنح لابيد نقاطا انتخابية داخلية، غير مباشرة، لكونه لا يخفي انزعاجه الشديد من أي عودة محتملة لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو إلى المشهد السياسي، في ظل علاقتهما المتوترة من الأساس منذ أن كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، حين شهدت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية توترا غير مسبوق على خلفية البرنامج النووي الإيراني.
كل ذلك يؤكد أن بايدن سيلقي بكل ثقله لنقل العلاقات الإسرائيلية السعودية لمرحلة جديدة تكون في صالح لابيد، كي تساعده على البقاء رئيسا مستقرا لحكومة الاحتلال.