فلسطين أون لاين

نجاحات دبلوماسية في زيارة هنية للجزائر

لم تكن زيارة رئيس حركة حماس إسماعيل هنية إلى الجزائر حدثا عاديا نظرا للظروف والمتغيرات التي تعيشها القضية الفلسطينية، بل شكلت إنجازاً جديداً في العلاقات الخارجية لحركة حماس، وتدلل على توسع علاقات الحركة بشكل كبير مع حلفاء جدد في منطقة الشرق الأوسط والعالم وقد دفعت مجموعة من التطورات الدولية والإقليمية على رأسها انتصار المقاومة في معركة سيف القدس وتشكيل تحالف محور القدس إلى زيادة الثقة والاعتماد والتلاقي مع عدد من الأطراف الداعمة للحق الفلسطيني وفي مقدمتها الجزائر التي تعزز اقترابها السياسي من الفصائل الفلسطينية .

إن استقبال قائد المقاومة الفلسطينية إسماعيل هنية هذا الاستقبال المهيب في الذكرى الستين لاستقلال الجزائر بلد المجاهدين وتأكيد القيادة الجزائرية أنها لن تتخلى عن فلسطين لأنها مسألة تتعلق بتصفية الاستعمار، وما أبدته من مواقف داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هو لأنها لن تتخلى عن الحق الفلسطيني فهي التي احتضنت الثوار وفصائل العمل الوطني الفلسطيني منذ انطلاقة شرارتها الأولى وما زالت حتى وقتنا ترفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

لقد نجحت الجزائر في لعب أدوار متقدمة إقليمياً، فهي بلد المليون شهيد، اختلط دماء شهدائها على أرض فلسطين مع دماء شهدائنا، ويستمر وفاء بلد المليون شهيد للقضية الفلسطينية في كل الأحداث، ويتمثل دعمها في ثبات موقفها من القضية الفلسطينية، وقد أطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مبادرة ودعوة للمصالحة الفلسطينية خلال استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021 واعتزام الجزائر تنظيم ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية وتعاملت حماس مع المبادرة أن رحبت بكل جهد عربي وإسلامي ووطني لتوحيد الصف الفلسطيني. 

لم تأتِ زيارة هنية من فراغ، فحماس تقوم بتعزيز وتوطيد العلاقات مع محيطها العربي والإسلامي وتسعى لبناء علاقات ممتدة قوية ومتوازنة مع مختلف الدول ونجحت في مواجهة محاولات التضييق وأفشلت  خطوات حصارها، كما حققت مكاسب أخرى شعبياً وسياسياً في مواجهة العدوان الصهيوني ضد المقاومة وفلسطين، وأوضحت زيارة هنية أن حركة حماس حريصة على الدور الجزائري، ويسجل للدبلوماسية الجزائرية وللرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نجاحهم في احتضان لقاء جمع رئيس حركة فتح" محمود عباس" مع  رئيس حركة حماس "إسماعيل هنية" وهو اللقاء الأول منذ لقائهما في قطر عام 2016 وفي الجانب الآخر فإن ذلك يعكس إرادة هنية وحركة حماس في تعميق حضور المقاومة على الساحة العربية والإسلامية وكسب حلفاء جدد من خلال الدبلوماسية الحمساوية التي يقودها هنية.

بحسب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في مقابلة مع صحيفة "القدس العربي"، أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قال: "أصبحت الجزائر تشعر الآن أنها دولة في مواجهة مع الكيان الصهيوني الذي كنا نرسل قواتنا لقتاله مع الأشقاء العرب، بعد أن أصبح على حدودنا ويوقع اتفاقات عسكرية وأمنية واستخباراتية مع الجار والأخ والصديق".

في المحصلة غادر هنية الجزائر وفي جعبته العديد من النقاط الإيجابية الرابحة التي حققتها الزيارة وأن هذه الزيارة لدولة الجزائر تعيد صدارة القضية الفلسطينية وتعزز صمود شعبنا وتحشد مزيدا من الدعم له في كل المجالات.