تعتبر المناطق الصحراوية بيئة مناسبة لتربية الإبل، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والمساحات الشاسعة للكلأ، إلا أن تربيتها انتشرت مؤخراً في شمال غرب سورية، بعد نزوح مربي الإبل من مناطق البادية بريف حماة وحمص وإدلب إلى المناطق الحدودية مع تركيا، حيث تشهد المنطقة إقبال السكان على شراء لحوم الإبل، حتى باتت تجارة رائجة وصار مشهدها مألوفاً.
تحديات كبيرة
يواجه مربو الإبل تحديات كبيرة في الشمال السوري، نتيجة ضيق مساحات الكلأ واختلاف البيئة للقطعان، حيث تعتبر مناطق شمال غرب سورية ذات مناخ معتدل قياساً بمناطق البادية، بالإضافة لارتفاع تكاليف تربيتها، والتي تحتاج عناية خاصة.
يهدف أحد مربي الإبل في منطقة ابين غرب حلب، أحمد الشيخ، إلى الحفاظ على مهنته، التي ورثها عن آبائه وأجداده ويعمل بها منذ الصغر، بهدف التجارة والكسب المادي.
ويجمل الشيخ التحديات التي تواجهه كمربٍّ، بصعوبة تأمين العلف والأدوية، فهذا العام تشهد المنطقة كساداً في تجارة المواشي بشكل عام سواء كانت أغناما أو أبقارا أو إبلا، بسبب ارتفاع تكاليف تربيتها نتيجة غلاء الأعلاف، وعدم وجود أسواق خاصة لتجارتها وتسويق منتجاتها، وغياب الدعم الحكومي أو من قبل المنظمات للمربين.
ويضيف: كان لدي العام الفائت 20 رأسا وبقي لدي ثمانية، لم يتم بيعها بعد، فقد تكلفت عليها كثيراً إذ شهد هذا العام انحدارا كبيرا في سوق المواشي ككل، ولقد أصبحنا نستورد الأعلاف والأدوية واللقاحات من تركيا بأسعار مرتفعة جداً، وانتظرنا عيد الأضحى، لبيعها بأسعار تناسب التكلفة التي دفعناها بتربيتها، فعيد الأضحى يعتبر موسما لبيعها.
تربية الإبل أسهل
وتعيش الإبل عادةً في المناطق الصحراوية في سورية، وخصوصاً في البادية مثل هضبة الحماد بالقرب من الحدود السورية الأردنية وفي بادية البوكمال ودير الزور، بالإضافة إلى مناطق في ريف حماة ودرعا وغوطة دمشق الشرقية، وتعتبر تربيتها أحد جوانب التراث الاقتصادي لسكان البادية السورية.
أما عن ظروف تربية الإبل في شمال غرب سورية يقول السيد إبراهيم، وهو أحد مربي الإبل شمال إدلب: تعتبر تربية الإبل أسهل من البقر والأغنام وتربية الخيول، حيث يتم ربط أكبر رأس من الإبل وترك البقية تحوم حوله دون الحاجة لربطها.
وأشار إلى أن تربية الجمل والناقة أسهل من تربية الأغنام والأبقار، كونها لا تحتاج للضرب لكي تتحرك بل على العكس تحتاج إلى المعاملة بهدوء، حسب تعبيره.
وأضاف: نقدم لها مختلف أنواع الأعلاف وبقايا الخضروات، حيث لا توجد مساحات كبيرة للرعي، كما في البادية، التي تعتبر موطنها الأصلي.