فلسطين أون لاين

تقرير عوائل شهداء 2014.. "دفعة أمل" تُدخل الفرح على بيوتهم قبيل العيد

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

في لحظة يأس حلّت للحاجة "أم رأفت" والدة الشهيد يوسف المصري، لعدم قدرتها على توفير كسوة حفيدَيها اللّذَين تُربّيهما بعد وفاة والدتهما، وردها اتصال هاتفي حمل معه بشارة فرح بأنّ لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة قرّرت صرف 200 دولار لكلّ عائلة شهيد من شهداء عدوان 2014، ليكون ذلك أشبه بـ"دفعة أمل" أدخلت الفرح على بيتها وبيوت عوائل الشهداء قبيل حلول عيد الأضحى المبارك.

الساعة الثامنة صباحًا، ذهبت "أم رأفت" إلى البريد يرافقها حفيداها وترافقهم ملامح السعادة والفرح بعد تسلم المبلغ المالي، لترتسم على ملامحها البهجة، فهي ارتاحت "من هم كبير كانت تحسب له ألف حساب".

أوضاع صعبة

تعبر والدة الشهيد في حديثها لصحيفة "فلسطين" عن فرحتها بالدفعة المالية التي سدت رمقها تقول: "نمر بأوضاعٍ صعبة منذ ثماني سنوات، كان زوجي المقعد يتمنى تسلم راتب ابنه الشهيد ولو مرة واحدة، وأن يشعر بتكريم ابنه بعد رحيله".

منذ 8 أعوام، يواصل أهالي شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير، رغم سيل الوعود التي حصلوا عليها طوال السنوات الماضية بإنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم، لكن دون جدوى.

ونفذ الأهالي اعتصامًا مفتوحًا أمام مقر المؤسسة بمدينة غزة العام الماضي استمر شهرين لكن دون استجابة لمطالب 1833 عائلة شهيد من شهداء عدوان 2014 بصرف رواتبهم المستحقة والتي كفلتها اللوائح الداخلية لمنظمة التحرير.

الحاجة أم رأفت شاركت في كل أيام الاعتصام، وتتساءل بكلمات مقهورة عن عدم استجابة المؤسسة لمطالبهم: "هل هو إنكار لحق الشهداء، فدمهم غالٍ، وها نحن نعيش سنوات عجاف لم نتلقَّ فيها أي راتب للشهيد، رغم أننا طالبنا ليل نهار بحقنا بصرف مخصصات أبنائنا الشهداء، فهؤلاء جيب تكريمهم، ولولاهم لما جلس المسؤولون على كراسيهم، ألا يكفي الفراق والحرمان؟".

دفعة في وقتها

وأكملت زهرة الخواص، والدة الشهيد حسن الخواص، مسيرة زوجها الذي كان يشارك في كل الاعتصامات والفعاليات للمطالبة بصرف راتب ابنه الشهيد، بعد وفاته بسبب معاناته من مرض السرطان، وهي مصرة على استعادة "حق ابنها الشهيد المكفول في القوانين الفلسطينية".

تقول الخواص لـ"فلسطين": "كان لي ابنان، أحدهما استشهد، وتوفي والده بعده بثلاث سنوات، وبقي ابن متزوج لديه ثلاث بنات، ونعاني أشد المعاناة بلا مصدر دخل، خاصةً أن لدي أربع بنات إحداهن انتهت من الثانوية العامة قبل أيام، أي ستلتحق بالجامعة".

احتارت الخواص في الأيام الأخيرة من أين ستوفر مبلغًا ماليًّا يعينهم على قضاء متطلبات عيد الأضحى "كنت أتمنى أي مصدر دخل، ففاجأتنا لجنة متابعة العمل الحكومي بدفعة مالية قيمتها 200 دولار، وكانت قد صرفت 800 شيقل العيد الماضي، وقد جاءت في وقتها، إذ ستخفف عن كاهلنا أعباءً كثيرة".

ولم تتوقع الخواص وعوائل الشهداء مواصلة مؤسسة الشهداء والأسرى والجرحى إدارة الظهر لهم طيلة هذه السنوات، وعدم الإيفاء بالتزاماتها تجاه هذه العوائل.

حق مكفول

من جانبه، يؤكد المتحدث باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء علاء البراوي أنه حسب النظام المعمول به في فلسطين يفترض أن يكون هناك مخصص مالي لكل الشهداء بلا استثناء، فما زلنا نطالب مؤسسة الشهداء والجرحى بصرف المخصص المالي.

وقال البراوي لـ"فلسطين": إن عدم الاستجابة لمطالبنا بصرف مخصص مالي هو تمييز بين الشهداء "وكأنَّ لون الدماء مختلف بين الشهيد المعتمد وغير المعتمد"، مطالبًا منظمة التحرير بإنهاء الظلم الواقع على عوائل شهداء عدوان 2014.

وأشار إلى استغلال الملف، كما حدث في الفترة التي سبقت عقد الانتخابات التشريعية في مايو/ أيار 2021 التي عطلها رئيس السلطة محمود عباس، إذ صارت السلطة تحاول كسب أصوات عوائل الشهداء، وبعد تعطيلها "لم نرَ أحدًا يقدم أي مساعدة لها".

وحول صرف لجنة متابعة العمل الحكومي دفعة مالية لكل عائلة شهيد، أكد أنها رسمت البسمة على وجوه الأيتام والأرامل، وأشعرت الأهالي أن هناك من يعترف بدماء الشهداء ويكرم عائلاتهم ويسعى لكسبهم "لكننا ننتظر دور منظمة التحرير الرسمي، فهي عليها التزام حسب مواثيقها بصرف مخصصات الشهداء".