فلسطين أون لاين

تركيا و(إسرائيل).. توتر على خلفية أزمة الأقصى

...
الناصرة- أنقرة/ الجزيرة نت

توترت العلاقة بين أنقرة و(تل أبيب) بعد تصريحات حادة وانتقادات لاذعة تبادلها الطرفان على خلفية التصعيد الإسرائيلي بمدينة القدس، وجملة الإجراءات الأخيرة التي فرضها الاحتلال بالمسجد الأقصى.

وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي العالمي للتعليم العالي الأربعاء الماضي في العاصمة أنقرة السياسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى، وقال إن (إسرائيل) تعمل على تغيير الهوية الإسلامية بالقدس، وطالبها باحترام المواثيق الدولية التي تتعامل مع المدينة.

وردت خارجية الاحتلال في شخص الناطق باسمها إيمانويل نخشون سريعا على تصريحات أردوغان ووصفتها بأنها "سخيفة ولا أساس لها ومحرفة"، وقالت إن القدس "ستظل عاصمة للشعب اليهودي" وفق تعبيرها.

وسارع المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو للرد على تصريحات خارجية الاحتلال واعتبرها "وقحة"، وأكد أن "الأقصى على رأس قضايا تركيا".

وجاءت هذه التصريحات رغم تطبيع العلاقات بين أنقرة و(تل أبيب) بعد سنوات من القطيعة على خلفية قتل (إسرائيل) لعشرة ناشطين أتراك في حادثة سفينة مافي مرمرة أثناء توجههم في رحلة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة قبل سبع سنوات.

ويقلل باحثون وإعلاميون أتراك وعرب من شأن التلاسن الإسرائيلي التركي وتأثيره في مستقبل العلاقات بين الجانبين، لأنه أحد مقتضيات الحالة الراهنة في القدس.

نبض الشارع

ووصف الإعلامي والكاتب التركي أحمد فارول تصريحات أردوغان بـالشجاعة والمهمة، وقال إنها تنسجم مع نبض الشارع التركي الموحد خلف أحقية المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك.

وأضاف فارول في حديثه لموقع الجزيرة نت أن (إسرائيل) تحاول استغلال أزمات العالم الإسلامي وعلى رأسها "حالة التشرذم التي كشفت عنها أزمة الخليج" لفرض واقعها على القدس، وهو الأمر الذي يرفضه الأتراك، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يبادر زعماء الأمة الإسلامية وقادتها لتحذير (إسرائيل) من مغبة ذلك.

ويرى فارول أن العلاقات التركية الإسرائيلية هي علاقات دبلوماسية رسمية، لكنها لا تؤثر في الموقف التركي الثابت في رفض السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، موضحا أن هذا الموقف ظهر في رفض أنقرة لحصار غزة، وأحداث الأقصى الأخيرة.

أولوية تركية

ويتوافق الحراك الشعبي النشط في تركيا تضامنا مع القدس مع موقف المعارضة التركية بشقيها الجمهوري والقومي الرافض لتركيب الاحتلال الإسرائيلي البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة على مداخل المسجد الأقصى في 14 يوليو/تموز الجاري قبل أن تزيلها فجر أمس.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية بمركز ستا التركي للدراسات محمود الرنتيسي إلى أن أردوغان أوضح أن دعوته إلى وقف القيود على حرية العبادة في المسجد الأقصى تنطلق من رفض تركيا لهذه الإجراءات، ومن موقع تركيا كرئيس دوري لقمة منظمة التعاون الإسلامي.

وقال الرنتيسي: إن تصريحات الرئيس التركي تنسجم أيضا مع الحساسية العالية لدى الأتراك تجاه أي انتهاك في المسجد الأقصى لارتباطهم به بشكل وثيق منذ عهد الدولة العثمانية، ورجح أن يكون حراك الشارع شكل دافعا قويا للمسؤولين الأتراك لمناهضة سياسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس.

ورأى في سرعة الرد الإسرائيلي على تصريحات أردوغان ارتباكا لـ(تل أبيب) من الرفض الدولي لإجراءاتها في القدس، بالإضافة للحراك الدبلوماسي الذي قام به الرئيس التركي بخصوص إغلاق المسجد الأقصى، وخشية أن تشكل دعوته للمسلمين للصلاة فيه زخما أكبر في فضح ممارسات الاحتلال.

ورغم أن ردود حكومة الاحتلال الإسرائيلي على التصريحات التركية منسجمة مع حملة التحريض ضد تركيا ورئيسها في الغرب، خاصة مع الخلاف القائم حاليا مع ألمانيا، استبعد الرنتيسي أن يتصاعد التوتر بين أنقرة و(تل أبيب)، لافتا إلى أن خارجية الاحتلال قامت بحذف التغريدات المسيئة لتركيا، فضلا عن فتح أبواب الأقصى للمصلين ورفع البوابات الإلكترونية.