فلسطين أون لاين

الأخصائي مرتجى: يخضع لشروط وليس متاحًا لجميع المصابين

بالصور العلاج المائي يحقق مكاسب صحية ونفسية للمرضى الحركيين في غزة

...
غزة/ مريم الشوبكي:

دخل زاهر الخالدي على كرسي متحرك عابس الوجه، أوقفه أخوه بجانب مسبح العلاج المائي في مستشفى الشيخ حمد لتأهيل الأطراف الصناعية بغزة والممول من صندوق قطر لتنمية، فانفرجت أساريره مجرد أن اتكأ على كتف أخيه حتى أنزله إلى المسبح.

بالكاد كان الخالدي يقف على رجليه وينقلهما بصعوبة بالغة، وما إن وقف في داخل الماء مشى بكل راحة وبمساعدة بسيطة من المنقذ، الذي تركه يعوم على ظهره ببعض الأدوات المساعدة، وأصبح يتنقل واقفًا ويدفع الماء بكلتا يديه.

قبل 10 شهور أصيب زهير عابد بشلل رباعي، ما استدعى مكوثه بالمستشفى عدة أسابيع، خضع بعدها للعلاج الطبيعي في مستشفى حمد، وطرأ على حالته تحسن بسيط، ولزيادة التحسن خضع للعلاج المائي.

العلاج المائي (1).JPG
 

يقول عابد (47 عامًا) لـ"فلسطين: "خضعت لعملية غسل دم، ومن ثم بدأت رحلة العلاج الطبيعي لأطرافي الأربعة، وكنت أتنقل على كرسي متحرك، فلم أكن أقوى على الوقوف، وبعد ثلاثة أشهر من تلقي العلاج المائي تمكنت من الوقوف على قدمي وتحريك يدي، والتنقل عبر مشاية المرضى "الووكرWalker ".

ويضيف: "المشي نشاط لا يمكنني فعله خارج الماء، ولكن داخل الماء أتمكن من المشي ونقل قدمي بكل سهولة، وأشعر بتحسن ملحوظ ومتسارع، على الرغم من أنني أخضع لهذا العلاج ساعة مرتين أسبوعين".

وفي المسبح ذاته كان الحاج محمد الأدهم يسبح ويسير ويمارس تمارين القرفصاء بكل أريحية دون مساعدة من المنقذين والأخصائيين أيضًا، بعدما عانى نحو 21 يومًا من دوار دائم لم يقوَ على إثره من المشي، ما استدعى استخدام كرسي متحرك.

اكتشف الأطباء أن سبب الدوار هو إصابته بجلطة دماغية أثرت في مركز التوازن في الدماغ، وعلاجها يتطلب علاجًا طبيعيًا مكثفًا بعدما دخل في قسم المبيت في مستشفى حمد.

يقول الأدهم (62 عامًا) لـ"فلسطين": "بعد كشوفات عدة خضعت لها جربت العلاج المائي الذي ساعد على تحسن حالتي الصحية، فقد تخلصت من الدوار نهائيًّا ويمكنني الآن الوقوف والسير مستعينًا بعكاز، وتخليت عن الكرسي المتحرك".

الأولى في القطاع

وبدوره يبين مشرف وحدة العلاج المائي محمد مرتجى في المستشفى أن الوحدة تم تشغيلها مطلع يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، وهي تتبع لقسم العلاج الطبيعي في المستشفى.

ويوضح مرتجى لـ"فلسطين" أن إنشاء الوحدة متطلب أساسي لقطاع غزة وهي الأولى من نوعها، وتعد مكملًا للعلاج للطبيعي وأحد فروعه.

العلاج المائي (4).JPG
 

ويشير إلى أن العلاج المائي مفيد للمرضى غير القادرين على أداء بعض الحركات خارج الماء، بسبب ضعف العضلات وقوة الجاذبية، والبنية الجسمية للمريض.

وعن خواص العلاج المائي، يعدد مرتجى أنه يتميز بخاصية الطفو، واللزوجة، والدفع، لافتًا إلى أن الماء يقوم على تخفيف وزن المريض، فكلما زاد غمر جسد المريض بالماء خف وزنه، من ثم عضلات جسمه الضعيفة تستطيع حمل الوزن القليل، لذا تعمل على تقوية العضلات، وتحفز المريض لعمل حركات لا يستطيع عملها خارج الماء.

وينبه إلى أن العلاج المائي يخضع لشروط فليس كل المرضى يمكنهم الخضوع له، إذ يعرض المريض في البداية على أخصائي العلاج الطبيعي، ومن ثم يعرض على طبيب لإجراء فحص طبي كامل للقلب، والجلد.

غير أن ثمة محاذير تجاه العلاج المائي، كما يبين أخصائي العلاج الطبيعي، كأن يعاني المرضى حساسية تجاه مادة الكلور، أو تقرحات، والتهابات، أو عدم التحكم في عملية الإخراج، والتشنجات، الخوف من الماء، وإصابات بنوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

"ولهذا ويشرف على وحدة العلاج بالماء فريق التحكم بالعدوى، إذ يقيس نسبة التلوث بالميكروبات العادية، ودرجة حرارة الماء، ونسبة الكلور مرتين صباحًا ومساءً، والتي يجب أن تكون وفق مواصفات منظمة الصحة العالمية"، يؤكد مرتجى.

مسبح خاص للنساء

وفي الوحدة مسبحان أحدهما مخصص للسيدات، في حين تسعى إدارة المستشفى لافتتاح مسبح آخر للرجال، نظرًا لقوائم الانتظار الكبيرة، وصغر المكان، كما يبين مرتجى.

العلاج المائي (2).JPG
 

ويشرف على المرضى كادر طبي متكامل خاضع لدورات علمية مكثفة، ودورة سلامة وإنقاذ مائي، كما تم تجهيز الوحدة بوسائل السلامة من حيث الأرضيات المانعة للتزحلق، ومعدات الإنقاذ، إضافة إلى وحدة التمريض المجهزة لأي طارئ، وفق مرتجى.

ويلفت مرتجى إلى وجود عدد محدد للمرضى داخل المسبح الواحد، يخصص لكل مريض مساحة ثلاثة أمتار لضمان التباعد، إذ ينزل يوميًّا إلى المسبح من ثمانية إلى عشرة مرضى من أصحاب الحالات المرضية الملحة.

ويختم حديثه: "تحسن الجهاز الحركي، وتقوية العضلات، وليونة المفاصل، هي من مكاسب العلاج المائي، كما يعمل على تحسن الحالة النفسية للمريض، ومن ثم رفع المستوى المناعي".