نُقل عن رئيس السلطة محمود عباس بأنه يأمل أن تدعم زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ما يؤمن به من تحقيق "حل الدولتين"، إلى جانب العمل على وقف التوسع الاستيطاني، ومنع طرد الفلسطينيين من أحياء القدس، والحفاظ على الوضع التاريخي للحرم القدسي الشريف، ووقف الأعمال أحادية الجانب، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في شرقي القدس، ورفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الإرهاب، وأن استمرار هذه الممارسات يستدعي تطبيق قرارات المجلس المركزي.
الملفت للانتباه أن جريمة حصار قطاع غزة غائبة تمامًا ولم تذكر من بعيد أو قريب من ضمن المطالب الفلسطينية، وأعتقد أن رفع الحصار عن قطاع غزة أولى من بعض المطالب أعلاه، بل وأسهل للتطبيق من كل ما ذكر وخاصة ما يتعلق بالقدس والمستوطنات، ولذلك نأمل من رئاسة السلطة وقادة منظمة التحرير عدم تجاهل قطاع غزة وإن كانت المطالب الفلسطينية والزيارة الأمريكية ستكون مجرد خبر سيطويه النسيان، ولكن ذكر غزة يعطي إشارة أن هناك من يهتم بهم في منظمة التحرير.
الإدارات الأمريكية المتعاقبة وعدت منظمة التحرير وعودًا خيالية ولكن أي منها لم يتحقق، الرئيس الأمريكي بوش الابن وعد بإقامة دولة فلسطينية مع نهاية عام 2008، والدول الأوروبية تعهدت بدعم السلطة الفلسطينية بمليارات الدولارات، ولكن الوعود الكاذبة لم تتحقق سابقًا ولن تتحقق الآن، وربما يتعهد الرئيس الامريكي بايدن بإقامة دولة فلسطينية في عهده ولكنه لن يدعم ذلك بشكل فعلي، ولكن ما يستطيع فعله هو رفع المنظمة من قائمة الإرهاب وقد يساعد قليلًا في إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية مقابل ثمن، وقد نحتفل قريبًا بهذا الإنجاز أو الانتصار اليتيم لمنظمة التحرير الفلسطينية مقابل العودة الى طاولة المفاوضات وربما الكثير من التنازلات.
أما بخصوص التهديد بتطبيق قرارات المجلس المركزي فإن شعبنا وفصائلنا وأعضاء المجلس المركزي أنفسهم يعلمون مدى جديتها فضلًا عن بايدن والعدو الإسرائيلي، ومع ذلك فإن مجريات الأحداث في فلسطين تبشر بخير وتشهد تحوّلًا يتجاوز توقعات (إسرائيل) والإدارة الامريكية وكل من يحاصر قطاع غزة ويدعمه ويتمنى استمراره.