فلسطين أون لاين

أكثر من 600 أسير مريض منهم 23 مصابًا بالسرطان

تقرير الأسرى المرضى.. أوضاع مأساوية وحياة على حافة الهاوية

...
أسير فلسطيني مريض - أرشيف
غزة/ جمال غيث:

"ناصر أبو حميد، وفؤاد الشوبكي، وموفق عروق، ومنصور موقده، ومعتصم رداد، ورياض العمور، وناهض الأقرع، ويسري المصري، ومحمد أبراش، وخالد الشاويش" هم من بين أخطر الحالات المرضية بين الأسرى الفلسطينيين المقيمين بشكل دائم في عيادة مستشفى سجن "الرملة" منذ أعوام.

ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال نحو 600 أسير بينهم 200 حالة مرضية مزمنة، منهم 23 أسيرًا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة، ولا يُقدّم لهم سوى المسكنات الطبية، وفق نادي الأسير.

وتُعدُّ سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال ممثلة بإدارة سجونها واحدة ضمن العديد من الانتهاكات التي أدّت لاكتشاف إصابات جديدة بمرض السرطان في صفوف الأسرى.

مسلخ الرملة

وأكدت آية شريتح، وهي من الدائرة الإعلامية في نادي الأسير، وجود تزايد واضح في عدد حالات الأسرى المصابين بالسرطان والأورام، مضيفة: "لم نشهد تسجيل إصابات بشكل متسارع كما شهدنا ذلك خلال العام الماضي والحالي".

وقالت شريتح لصحيفة "فلسطين": "منذ بداية شهر حزيران الماضي حتى الشهر الجاري سُجّل إصابة ستة أسرى بالسرطان وهم ناصر أبو حميد، وموسى صوفان، وجمال عمرو، ومحمود وردة، وشادي غوادرة، وإياد عمر، ويتم نقلهم بين الفينة والأخرى إلى عيادة سجن الرملة بسبب تردي وضعهم الصحي".

وأضافت: "تعتبر عيادة سجن الرملة -أو ما يُطلق عليها الأسرى بالمسلخ- شاهدًا على الموت اليومي الذي يعيشونه، فمنهم من احتُجز سنوات حتى أُعلن عن استشهادهم كالشهيد بسام السايح، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر، وغيرهم".

بدوره، أكد مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل، أنّ أخطر ما يُواجه الأسرى داخل السجون هو الإهمال الطبي.

وأرجع قنديل لصحيفة "فلسطين" الارتفاع المهول بأعداد المصابين بالسرطان، والإهمال الطبي واللامبالاة والظروف المعيشية السيئة التي تُمارس بحقّ الأسرى وتزويدهم بالأدوية والعقاقير السامة أو منتهية الصلاحية، أو عن طريق الخطأ وِفق مزاعم الاحتلال.

وبيّن مدير الجمعية، أنّ عدد الأسرى المرضى العام الماضي بلغ 700 أسير، فيما بلغ العام الجاري 800 حالة، وِفق آخر إحصائية وصلت جمعيته من داخل السجون ومن ذوي الأسرى.

وقال: "إنّ الاحتلال يخفي الأعداد الحقيقية للأسرى المرضى داخل السجون وحالتهم الصحية"، مشيرًا إلى أنه يتم نقل نحو خمسة أسرى جدد كلّ شهر إلى عيادة سجن "الرملة" لأيام ثم يتم إعادتهم إلى زنازينهم، دون إجراء فحص طبي مناسب لهم أو إجراء صور أشعة أو فحوصات طبية بحجة أنها غير متوفرة لديها.

وذكر أنّ الاحتلال يُمارس سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقّ أسرانا في محاولة منه لقتلهم بشكل بطيء، فيمتنع عن تقديم العلاجات اللازمة التي يحتاج إليها المريض ويقتصر الأمر على حبة "الأكامول" أو المسكن، لافتًا إلى أنّ ذلك ينطبق أيضًا على الأسرى المصابين بالسرطان، مُشدّدًا "وعادة ما تكون تلك الأدوية منتهية الصلاحية أو شارفت على الانتهاء وِفق روايات محررين".

وأوضح أنّ الاحتلال يستخدم المرض والإهمال الطبي كسلاح ضد الأسرى ويُفاقمه في أجسادهم في محاولة لقتلهم، ما أدّى لارتقاء 229 أسيرًا كان منهم 72 استُشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، داعيًا لتشكيل لجان دولية طبية مهمتها الاطّلاع على أوضاع المعتقلين، وتقديم الرعاية المناسبة لهم لحمايتهم من الموت.

أمراض خطيرة

من جهته، حذّر مركز فلسطين لدراسات الأسرى، من الخطورة الحقيقية على حياة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، مؤكدًا أنّ إدارة السجون تمارس الإهمال الطبي بحقّهم.

ووصف مدير المركز رياض الأشقر، أصحاب الأمراض الصعبة في سجون الاحتلال وعددهم ما يزيد على 160 أسيرًا، شهداء مع وقف التنفيذ، ويتعرّضون للموت البطيء في ظل معاناتهم من ظروف صحية خطيرة للغاية مع استمرار استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم تقديم أي رعاية طبية أو علاج مناسب لهم ممّا قد يؤدي بهم إلى الموت في أيّ لحظة.

وبيّن أنّ من بين الأسرى المرضى 160 أسيرًا يُعانون من أمراض مُصنّفة خطيرة بما فيها السرطان، والفشل الكلوي، واعتلال القلب، وضمور العضلات وانسداد الشرايين، والسكرى، والضغط، وغيرها من الأمراض التي قد لا تمهل الأسير كثيرًا على قيد الحياة.