فلسطين أون لاين

تقرير "بئر الحمام".. واحدة من قرى النقع الست يواجه سكانها سياسة الإحلال

...
الاحتلال استهدف قرية بئر الحمام في سلسلة طويلة من الانتهاكات
النقب المحتل– غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

لم يهنأ المواطن الفلسطيني إبراهيم أبو عصا "55 سنة" من قرية "بئر الحمام" من النقب المحتل بحياته يوماً في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي اليومية لتهجير أهل القرية من ديارهم واستبدال مستوطنين بهم، ورغم أنهم يعيشون حياة بدائية في سبيل المحافظة على أرضهم فإن الاحتلال يريد "القرية.. أرضاً بلا شعب" كما يؤكد.

"فمنذ النكبة الفلسطينية عام 48م وأهالي "بئر الحمام" كغيرهم من أهالي القرى غير المعترف بها إسرائيلياً في النقب المحتل يعانون دون أي معين أو نصير"، يقول أبو عصا.

ويتابع: "لم يكفهم أنهم سلبوا مئات الدونمات من عائلتي وبنوا عليها مستوطناتهم لكنهم يلاحقوننا وأهل النقب الآخرين فيما بقي بأيدينا من أراضٍ يريدون تهجيرنا منها رغم امتلاكنا كل الأوراق الثبوتية التي تؤكد ملكيتنا لها".

ويعبر عن اعتقاده بأن (إسرائيل) تريد أراضي قريته والقرى المجاورة لها دون الشعب الموجود فيها، "فنحن نتعرض لانتهاكات بشكل شبه يومي، فما إنْ يرصدون أننا بنينا "عريشة" أو "خُم (قِن) دجاج" أو حتى مجرد عامود يأتون مباشرة لهدمه، فهم يرصدون تحركاتنا براً وجواً".

فمَنْ يسمع عن هدم بيوت لنا –كما يوضح أبو عصا- قد يعتقد أنها بيوت من الحجر أو "فيلا" ولكن الحقيقة أنها بيوتٌ من الصفيح، ولكنها محرمة علينا في عرف الاحتلال، فهم يتعمدون تركنا في العراء كي نرحل من أرضنا.

ويضيف: "هدموا بيتي، ثم بيوت ثلاثة من أولادي، يمنعون أي نوع من البناء ولو كان "حوش"، لا يوجد لدينا مياه ولا كهرباء، وفي الأول من يونيو الحالي جرفوا مزرعة فراولة خاصة بي؛ ما كبدني خسائر تقدر بأكثر من 4 ملايين شيقل".

ويعود أبو عصا بالذاكرة لذلك اليوم عندما داهمت شرطة الاحتلال مزرعته في السادسة صباحاً لوقوعها بين مستوطنتيْ "رحوفوت" و"غديرا" وعاثت فسادا فيها، وهدمتها هي والدفيئة التي يزرع فيها الفراولة وأتلفت المحصول وتسببت بنشوب حريق في الموقع".

وبين أبو عصا أنه وأولاده الستة أصبحوا عاطلين عن العمل، فقد كانوا "يعتاشون من هذه الأرض والمشروع القائم عليها، ولم يعد لهم مصدر دخل".

ويلفت إلى أن هدم مشروعه هو جزء من الملاحقة السياسية والممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين في النقب، ولترك الأرض، قائلاً: "لكننا هنا رغم معاناتنا الشديدة وافتقادنا لمقومات الحياة الأساسية و"الزعرنة" التي تمارسها (إسرائيل) بحقنا لن نترك أرضنا، ومستعدون للموت على أن نرحل منها".

سياسات لا إنسانية

فـ"بئر الحمام" واحدة من عشرات القرى غير المعترف بها إسرائيلياً في النقب المحتل، وتعاني لذلك من سياسات إسرائيلية غير قانونية ولا إنسانية تهدف إلى تهجير أهلها كهدم البيوت و"التحريش"، وفق ابن القرية الناشط الاجتماعي حسين الرفايعة.

ويضيف: "قريتنا مهددة بالتحريش وطرد سكانها وإحلال مستوطنين يهود بدلاً منهم، وهي ضمن ست قرى تُعرف باسم قرى النقع، وجميعها مهددة بالتحريش، وسبق أن شهدت العام الماضي مواجهات بسبب ذلك".

والأهمية الإستراتيجية والزراعية والاقتصادية والأمنية لقربها من مطار "نباطيم" –وفق الرفايعة- لأراضي تلك القرى جعلت (إسرائيل) في سباق مع الزمن وباستخدام كل الأساليب الممكنة لتهجير أهلها، "لكن المعركة صعبة، فعدد المواطنين الفلسطينيين في تلك القرى قرابة 28 ألف مواطن".

فقرية "بئر الحمام" واحدة من القرى الست تعيش ظروفاً مأساوية، إذ لا تتمتع بأي خدمات، فلا بنية تحتية ولا تنظيم للقرية، كما أن الطرق ترابية ولا ويوجد فيها ماء وكهرباء أو مدارس، حيث يقطع أبناؤها مسافات طويلة جدًا في الطرق الوعرة للوصول لأقرب مدارس لهم.

وبين أن حكومات (إسرائيل) المتعاقبة تجدد خططاً خمسية لترحيل أهالي قرى "النقع" والاستيلاء على أراضيهم عبر سياسات اكتوى بها جميع مواطني هذه القرى وما زالوا يعانون منها.