جدد السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس تأكيده استعداد الحركة لتحقيق الوحدة وتجاوز حالة الانقسام الداخلي، حتى لو تطلب ذلك بناء جبهة وطنية فلسطينية تحمي الثوابت وترعى المقاومة وتشكل مرجعية على طريق إعادة بناء منظمة التحرير إذا ما تعثرت الوحدة العامة.
تأتي هذه الدعوة في الذكرى الـ15 للإنقسام البغيض والمحاولات المستميتة والفاشلة لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية من جانب الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة أطراف عربية. الدعوة لاستعادة الوحدة الوطنية خطوة حكيمة يجب التفاعل معها والاستجابة لها لما فيها من خير للشعب الفلسطيني وقضيته. على الجميع أن يدرك أن الانقسام لم يعد مبررًا، وليس هناك من يستطيع نفخ الروح فيه من جديد، فالظروف التي حصل فيها لم تعد قائمة، ومريدو الانقسام باتوا أقلية غير مدعومة شعبيًّا ولا حتى دوليًّا، والاحتلال ذاته لم يعد يقوى على ممارسة الضغوط العسكرية على قطاع غزة أو على حركة حماس، وبالتالي فإن قبضة الاحتلال على غزة باتت ضعيفة رغم تشكيك المشككين وأكاذيب الحاقدين الخائفين على انتهاء دورهم وانقطاع مصالحهم المرهونة باستمرار حصار قطاع غزة ومسرحية الانقسام الداخلي والجري خلف سراب وأوهام اتفاقية أوسلو.
إن الدعوة لاستعادة الوحدة من جانب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تأتي من منطلق القوة لا الضعف، فالمقاومة في قطاع غزة لم تعد كما كانت عام 2007، وموقف بقية الفصائل الفلسطينية من حركة حماس اختلف كليًّا عن ذي قبل لدى غالبيتها، وهناك توافقات وتحالفات ميدانية مع حماس سواء في ميدان المقاومة أو حتى في الانتخابات وفي الكثير من المواقف السياسة، وفي المقابل هناك انقسام شديد لدى الطرف الآخر مع عدم تحقيق إنجازات مقنعة للشارع الفلسطيني من جانب منظمة التحرير الفلسطينية التي أضحت دائرة من دوائر السلطة الفلسطينية، وهذا يعني أن السلطة حلت محل المنظمة بما يتعارض مع رغبة غالبية فصائل منظمة التحرير، ولذلك قد تنجح دعوة السيد هنية في بناء جبهة وطنية عريضة لحماية الثوابت الفلسطينية وكخطوة أساسية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية من أجل استعادة حجمها وتمثيلها ودورها على أسس سليمة تشارك فيها كل الفصائل الفلسطينية المقاومة دون إقصاء.