شعبنا الفلسطيني مشغول بالهجمة الإسرائيلية على المقدسات وبحصار قطاع غزة والارتفاع الجنوني للأسعار وقلة العمل والأموال ووزير فلسطيني كل همه جمع 10 آلاف مؤيد لاتفاقية العار سيداو في رام الله. وزير الشؤون الاجتماعية أحمد مجدلاني شوهد وهو يصرخ بكل جنون تجاه من حوله مطالبًا أحدهم واسمه سنيورة بجمع 10 آلاف من النساء وأشباه الرجال حتى يثبت أن الحركة النسوية حاضرة بقوة في فلسطين، وأكد مجدلاني أن هذا أمر مهم جدًّا بالنسبة له وسيساعده كثيرًا.
منذ تولى مجدلاني منصبه وهو يركز على عدة أمور يعتبرها مهمة جدًّا، وهو التضييق المالي على قطاع غزة وحرمان آلاف الفقراء من مستحقاتهم المالية لدى الشؤون الاجتماعية، والعمل بشدة على "تحرير المرأة" أو بشكل أدق على إفسادها، وكذلك على محاربة الأخلاق الحميدة بالقدر الذي يستطيعه، ولكنه لم يفلح سوى في حرمان الفقراء من مستحقاتهم، لأن شعبنا محصن أخلاقيًّا والتيارات الإسلامية صامدة أمام أعتى الرياح، فكيف ستتأثر من قائد لفصيل لم يسمع به غالبية الشارع الفلسطيني؟
مجدلاني يطالب بجمع 10 آلاف سيداوية، وهو الذي انسحب من الانتخابات التشريعية عام 2006 خشية الهزيمة المحققة وعدم قدرته على جمع الأصوات اللازمة لضمان مقعد واحد في التشريعي، ولذلك نحن نصر على أنه لا يجوز أن يكون هناك وزير لا ينتمي لحزب له تمثيل واسع في المجلس التشريعي، نحن لا نريد وزيرًا يشعر بالنقص وربما يكره الشارع الذي يرفضه ولا يتعاطى مع أفكاره الدخيلة.
أحلام مجدلاني لن تتحقق ولن يتم تطبيق سيداو حتى لو عاش المجدلاني ألف عام، لأن الشرف والطهارة في فلسطين خط أحمر وسيداو نقيض الشرف والأخلاق وتتعارض تمامًا مع الشريعة الإسلامية الغراء. ثم هل يعتقد مجدلاني أن الإخوان وحزب التحرير هم فقط من يعارض سيداو؟ كل الفصائل الفلسطينية تعارض سيداو بما في ذلك حماس وفتح والجهاد وحتى فصائل اليسار لا تؤيدها بشكل مطلق، لأن فيها بنودًا تحتاج إلى دياثة وانحطاط من أجل قبولها وهذه صفات لا تتوفر سوى بقلة قليلة وشاذة في مجتمعنا الفلسطيني.
أتمنى على الوزير أحمد مجدلاني أن يقتنص فرصة الوصول إلى منصب لم يكن يحلم به لو كانت الأمور مستقرة، عليه الاجتهاد في خدمة شعبه وإثبات قدرته على نفع الناس وتقديم الأفضل لهم علَّ وعسى أن ترتفع شعبيته وشعبية حزبه ليقتحم المجلس التشريعي في أقرب انتخابات ولو بمقعد واحد، ولكنه للأسف ضيق على الناس وأغضبهم وشطب نفسه إلى الأبد.