فلسطين أون لاين

تقرير "راسيل".. مشروع لاستخراج الطاقة السلبية من الجسم بمنتجات طبيعية

...
غزة/ هدى الدلو:

لعل فكرة المشروع تبدو لك عزيزي القارئ غريبة، فليس كما هو رائج بعالم المشغولات اليدوية والتطريز وغيره، إذ اهتمت نوال عسقول بصناعة المنتجات الطبيعة من زيت الزيتون، ولديها برنامج علاجي لاستخراج الطاقة السلبية من الجسم من خلال مشروعها الخاص "راسيل".

ولم تولد فكرة مشروع نوال من فراغها، إذ تزوجت بعمر 17 عامًا وتغرّبت في دول الخليج لتترك خلفها مقاعد الدراسة، تقول: "كانت جاراتي من دول جنوب شرق آسيا، ويمارسن الطب البديل بكافة تقنياته، ولأنّ لدي شغفًا للأعشاب والريفكسولجي، كنت أنصت إليهنّ لأتعلم منهنّ تقنيات متعددة مثل ريفكسولجي وريكي وشياتسو وبرانا واكسس بارز وغيرها من هذه العلوم التي تبدو مصطلحاتها غريبة".

دارت الأيام وعادت للاستقرار في غزة، لتكمل دراستها من جديد، حينها كانت قد بلغت 35 عامًا، "لم أتردد وتقدمت لامتحانات التوجيهي ونجحت بفضل الله، وتحمست وقررت أن أكمل جامعة، وكان حلمي أن ألتحق بتخصص علم نفس أو إرشاد نفسي، ولكن حكمة الله قادتني إلى تخصص اللغة العربية".

تخرجت بمعدل 85% من جامعة القدس المفتوحة، وبات لديها اهتمام جديد بالسعي للحصول على وظيفة لسوء وضعها المادي، وفي إحدى المرات بعد انتهائها من امتحان توظيف في وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، مشت على قدميها من مخيم الشاطئ حتى منطقة السرايا ونظرت للحظة خلفها لتقول في نفسها: "أنا لست هنا، فإنني أسير في الاتجاه الخاطئ ليس طموحي أن أكون مؤدية للغة العربية حسب قوانين مدارس البصرة والكوفة".

قرّرت حينها تغيير مسارها لكن لا تعرف إلى أين، وفي أثناء حضورها لجلسات تخاطر عن بعد مع الأردن، عادت بذاكرتها عندما كانت تمارس التدليك البسيط متل لقطة الخوفة، ومساج الجسم الاسترخائي مع الرقية الشرعية لأبنائها، ومن هنا كانت البداية عندما استقرت بغزة باتت تمارسه كنوع من الهواية للأقارب والصديقات.

وتتابع عسقول حديثها: "ولأني قارئة جيدة منذ الصغر، حيث ما زلت أذكر أول كتاب قرأته بعمر 13 عامًا عن الريفكسولجي، كان كتاب: طبّب نفسك بنفسك للدكتورة سامية حمزة عزام، وهنا بدأت بالبحث والتعلم بكتب تشريح الجسد والتنويم الإيحائي والريفكسولجي وطب الأعشاب وعلم النبات".

عملت في مجال التدريس فترة مؤقتة كانت تشعر أنها لا تنتمي إلى هذا العالم، لتبحث عن هدفها وتحاول إزالة الضبابية وتتبع ومضات الرؤى والأحلام وصدق الإحساس.

وتشير إلى أنّ الطب البديل كان يقودها بقوة خفية باتجاه هذه العلوم، رغم يقينها بأنّ هناك وسطًا يحارب هذا العلم ولا يؤمن به، لكنها شخص لا يعرف معنى الاستسلام، ولكن ما غيّر مجرى الأحداث نداء استغاثة لفتاة قد عجز الأطباء والشيوخ عن معرفة ما لديها وعلاجها.

وتستكمل عسقول: "وقتها لم أعرف ماذا أفعل، لقد كانت الاختبار الحقيقي، أما ما تعاملت معه من حالات فيما مضى فكان نوعًا من الترفيه وإعادة النشاط والحيوية للجسم".

لتبدأ خطواتها الجادة بالعمل بما لديها من مهارات ومعلومات اختزنتها في الذاكرة طويلة المدى، وأرادت أن تُخلّص الأشخاص من الحالة التي تتقمّص البعض من توتر وضيق وعصبية وغيرها بصناعة سائل استحمام، عارضها البعض ولكنها تؤمن بما لديها.

بدأت عسقول رحلة جديدة من البحث، وتوجّهت نحو الدورات التدريبية في مجال التجميل، وأخرى في صناعة الكريم والشامبو، واختارت مادة زيت الزيتون في علاجها لاستخراج الطاقة السلبية من الجسم وبدأت بتوزيعها على كلّ شخص تعرفه وانتظرت شهرًا تترقب النتيجة.

توالت عليها الاتصالات تطلب المزيد منه، وأخبروها بأنهم أصبحوا أفضل وأكثر هدوءا، وأزال لدى البعض الفطريات من الجسم، ومنهم من حصل على نعومة وشعر مخملي وبشرة ناعمة، وآخرون أزال آثار الجروح لديهم. 

تضيف عسقول: "بعد ذلك اقترحت عليّ صديقتي صناعة أنواع أخرى مثل الشامبو ومجموعة العناية بالشعر ومجموعة العناية بالبشرة متل الكريمات، وبدأت بالتعلم والتجريب على نفسي وعائلتي، وأصبح لدي قرابة 35 منتجًا للبشرة والشعر وغيرها، يدخل في جميعها زيت الزيتون كمكون أساسي إلى جانب أوراق إلى جانب مواد أخرى حسب طبيعة المنتج كالزعتر مثلًا والكركديه".

ولتطوير مشروعها التحقت بدبلوم مهني في البرمجة اللغوية العصبية دون تردد، وثم حصلت على الماجستير بعلم الطاقة والباراسيكولوجي، وشعرت أنّ ذلك ليس كافيًا، وفي بداية 2020 سجلت ببرنامج الدكتوراة المهنية والتي حملت رسالتها عنوان تقنيات التشافي من خلال فتح مسارات الطاقة والشاكرات وتوظيف البرمجة اللغوية العصبية.

ولاحقًا تقدمت نوال للحصول على تمويل لمشروع "راسيل" الذي يُقدّم منتوجات علاجية لاستخراج الطاقة السلبية من الجسم.

وتوضح أنّ الجلسات تحرر الجسم من طاقة المرض والحزن والتوتر والغضب والعصبية، "فهناك نقاط في جسم الإنسان تحتوي على ذاكرة الجسد التي أعمل على تجديد نشاطها وحيويّتها، فأنا أؤمن أنّ العنقاء ليست أسطورة بل هي في داخل كل فرد، فنحن نولد من الرماد مجددًا".

وتطمح عسقول لتأسيس مدرسة علم الطاقة بطريقتها الخاصة وليس كما يُمارسها الجميع حول العالم، لتحافظ على قلب سليم دون تدنيس من العالم الذي حولها.