كتب/ خالد أبو زاهر:
يبدأ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم اليوم مشواره في التصفيات النهائية لبطولة كأس أمم آسيا 2023، من خلال المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه منتخبات منغوليا مستضيفة المجموعة والفلبين واليمن، إذ سيفتتح مبارياته اليوم أمام منغوليا.
وتنص لائحة التصفيات على تأهل 11 منتخبًا من بين 24 مشاركين في التصفيات النهائية، موزعين على 6 مجموعات، إلى النهائيات مباشرة، بواقع أول كل مجموعة إلى جانب أفضل 5 منتخبات تحتل المركز الثاني.
ولعل نظام التصفيات يُعطي أفضلية للمنتخب الوطني الذي أصبح يمتلك الخبرة في التعامل مع التصفيات التي تأهل من خلالها إلى نهائيات النسخة الأخيرة في الإمارات عام 2019، في حين كان التأهل الأول بعد فوزه بلقب النسخة الأخيرة لبطولة كأس التحدي عام 2014.
طبعًا لا يسعنا هنا إلا أن نتمنى الفوز لمنتخبنا في مباراته الأولى أمام منغوليا اليوم، وهو ما سيُعطيه دفعة قوية للفوز في المباراة الثانية أمام اليمن يوم 11 من يونيو الجاري، ومن ثم المباراة الأخيرة أمام الفلبين يوم 14 من الشهر ذاته.
وإن لم يتمكن المنتخب من اعتلاء صدارة المجموعة والتأهل المباشر، نأمل أن يحصل على المركز الثاني من بين أفضل منتخبات المجموعات الست، وهو ما يبدو سهلًا ومنطقّيًا.
ولكن وبعد الرجاء والدعاء بالفوز والتأهل للنهائيات للمرة الثالثة في تاريخه، علينا أن نتذكر أن الاستعداد للتصفيات لم يكُن على مستوى الحدث، فقد تجمع المنتخب قبل انطلاق التصفيات بأسبوعين فقط بمعسكر في تركيا بوجود لاعبين جُدد وعودة لاعبين دوليين غابوا عن كأس العرب.
كما لم يخُض المنتخب أي مباراة تجريبية وهذا يحدث لأول مرة وهو أمر غاية في الخطورة، إذ لم يكن أمام المدير الفني التونسي مكرم دبوب فرصة لتجربة اللاعبين الجُدد والاستقرار على التشكيلة المثالية والبدلاء، وهو الأمر الطبيعي والمنطقي الذي يُنفذه كل مدير فني لأي منتخب في العالم.
وهل من الطبيعي أن يكون المدير الفني قد توصل للتشكيلة المثالية للمنتخب من خلال التدريبات فقط؟ فهل سيجد نفسه يخوض المباراة الأولى بلاعبين سبق أن لعبوا في صفوف المنتخب الوطني في المسابقات الأخيرة وآخرها كأس العرب، من ثم عدم الاستفادة من الوجوه الجديدة التي اختارها، والتي قد يجد نفسه مُجبرًا على إشراكها كبدلاء حسب مسار ومجريات المباراة الأولى أمام منغوليا؟
هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة فرضت نفسها علينا في ظل سوء الاستعداد وتأخره بعد انقطاع دام ستة أشهر عن التجمع في معسكرات داخلية أو خارجية، ومن ثم الانقطاع عن المباريات الرسمية أو التجريبية لهذه المدة الطويلة!
وعلى مدار أشهر طويلة منذ خروج المنتخب الوطني من دور المجموعات لبطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر خلال شهر ديسمبر 2021، وما سبقها ولحقها من خروج جميع منتخبات كرة القدم من دور مجموعات البطولات التي شاركت فيها، آثرنا التريث وانتظار ما ستُسفر عنه لجنة تقييم الحالة الفنية لاتحاد كرة القدم التي شُكِّلت في 22 من شهر ديسمبر 2021.
وهنا يجب التذكير بعدة أمور حتى نكون كإعلام نمارس حقنا في التعبير والنقد البناء ونؤدي واجبنا تجاه منتخباتنا التي هي دُرة التاج الكروي الفلسطينية.
فهل يُعقل أن يستمر اتحاد كرة القدم في الاستخفاف بعقول الشارع الرياضي الفلسطيني؟ وهل يُعقل أن يرى الاتحاد ورئيسه والشارع الرياضي الخلل الواضح في المنتخب وآلية إدارته فنيًّا وإدارّيًا؟
لا أعتقد أننا سنكون سعداء إذا ما جاءت نتائج المنتخب في التصفيات النهائية سلبية، وإذا لم نتمكن من التأهل في ظل سهولة التأهل بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى (24) منتخبًا بعد أن كان (16)، فإنها ستكون النهائية الكارثية لسوء إدارة اتحاد كرة القدم ولجانه ومنتخباته التي لم يطرأ عليها أي تغيير بعد كل الإخفاقات الأخيرة التي دفعت الاتحاد لتشكيل لجنة تقييم فني لحالة الاتحاد ومنتخباته، والتي لم نسمع عن توصياتها أو عن رأيها في الموضوع الأبرز على الساحة الكروية.
سننتظر حتى نهاية التصفيات وستكون لنا كلمة سواء تأهلنا أو لم نتأهل لا سمح الله.