فلسطين أون لاين

بينيت استغلّها لرفع أسهمه في الانتخابات المقبلة

محللون: "مسيرة الأعلام" عرَّت الاحتلال وأثبتت فشله بفرض سيادته

...
العلم الفلسطيني يرفرف فوق مسيرة الأعلام
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث-ربيع أبو نقيرة:

رأى محللون سياسيون أنّ الاحتلال الإسرائيلي فشل أول من أمس في فرض سيادته الوهمية على مدينة القدس المحتلة وأظهر نفسه مأزومًا وهو يحاول إثبات ما ليس له، وأنّ "مسيرة الأعلام" التهويدية فشلت في تحقيق أهدافها كما فشلت العام الماضي بفعل صواريخ مقاومة غزة.

وعدَّ المحللون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أنّ الاستنفار الإسرائيلي واستقدام آلاف الأفراد من جنود الاحتلال وشرطته لتأمين "مسيرة الأعلام" دليل ضعف وهشاشة حكومة الاحتلال وتخبُّطها وارتباكها في التعامل مع الأحداث والتطورات الميدانية المرتقبة، وخشيتها من غضب المقاومة.

وكان المراسل البرلماني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عاميحاي أتالي قال: "يجب أن نتوقف عن الكذب لأنّ مسيرة الأعلام أثبتت أنّ القدس ليست موحدة ولا يوجد سيادة إسرائيلية عليها وتمّت بفضل حماية الشرطة ولا يوجد يهودي واحد يجرؤ على أن يسير بها وحده".

وكان الاحتلال قد رفع حالة التأهب بالقدس، أول من أمس، وتحديدًا في البلدة القديمة، وجنّد الآلاف من جنوده وقواته الخاصة في منطقة باب العامود، واستنفر 3 ألوية من قوات الاحتياط، تمهيدًا لـ"مسيرة الأعلام".

فشل ذريع

وقال المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات إنّ الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا في فرض سيادته على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وتجلّى ذلك حينما جنّد آلاف العناصر من جنوده لحماية مسيرة المستوطنين في ساحة باب العامود، مشيرًا إلى أنّ تسيير المسيرة جاء لتحقيق رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إنجازًا شخصيًّا وحزبيًّا على حساب المستوطنين، حيث استغلها لرفع شعبيته وأسهمه وهي جزء من المعركة الإعلامية الانتخابية.

ولفت عبيدات إلى أنّ بينيت يعتبر المستوطنين رصيدًا انتخابيًّا للانتخابات المتوقّع إجراؤها حال سقطت حكومته المضطربة، معتبرًا التغوّل والتوحّش والقمع الذي مارسته قوات الاحتلال بحقّ الفلسطينيين ليس جديدًا، بل يُعبّر عن حالة الخوف والإرباك الذي تعيشه دولته المزعومة، وأنّ الهدف الأساسي من كلّ ذلك محاولة فرض سيادة وهمية ومصطنعة على القدس.

وأرجع سعيَ الاحتلال إلى محاولة فرض سيطرته على الأقصى والقدس إلى أمنياته الحثيثة لنسف ما تمّ إنجازه في معركة "سيف القدس" العام الماضي التي هشّمت كيانه عسكريًّا وسياسيًّا وأوجدت حالة من الربط السياسي بين قطاع غزة والقدس والداخل المحتل، وأعادت ربط الساحات، لكن ما حدث أكد عكس ما يريده الاحتلال، إذ أظهر خوفه الشديد ممّا جرى في معركة "سيف القدس".

ولفت عبيدات إلى أنّ الاحتلال يدرك أنّ استمرار الربط بين القدس وغزة سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على وضعه في القدس، مردفًا أنّ حكومته تعيش حالة من القلق والإرباك والخوف.

ونبّه إلى أنّ الاحتلال دأب على إقامة المسيرة الاستفزازية منذ عام 1974، لكن المقاومة قيّدت العام الماضي تنظيمها في ظلّ موازين قوى لصالح شعبنا والمحور الذي يدعم قضيتنا وشعبنا.

وأعرب عن اعتقاده أنّ المجتمع الإسرائيلي بدأ يتفكك من الداخل، وبدت حالة الضعف على هذه الدولة التي تدرك أنّ هناك مخاطر جدية على وجودها في ظلّ تعاظُم المقاومة ومحور القدس الذي يدعمها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي صالح لطفي: عندما يستنفر الاحتلال وِفق تقرير رسمي صدر عن وزارة أمنه الداخلي آلاف الجنود لحماية "مسيرة الأعلام" ومضاعفة الأعداد عصرًا تحسُّبًا لمواجهات تندلع مع المرابطين يُدلّل ذلك على أنه دولة احتلالية، وضعفها وهشاشتها وتخبُّطها وارتباكها في التعامل مع الأحداث والتطورات الميدانية.

وأضاف لطفي، وهو من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل، أنّ المؤسسة الإسرائيلية بأذرعها السياسية والقضائية والعسكرية الأمنية تعاطت بشكلٍ دقيق وحذر مع ما فرضته المقاومة في غزة خلال معركة "سيف القدس".

وتوقّع أنّ اعتداء الاحتلال على المقدسيين في حيّ الشيخ جراح أول من أمس سيقابَل بردة فعل قوية خلال الأيام القادمة.

تكتيك المقاومة

وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق إنه لا يمكن للقوة التي يستخدمها الاحتلال أن تعطيه صورة السيادة في القدس، مشيرًا إلى أنّ استخدامه القوة المُفرِطة وكلّ أساليب القمع ونشر آلاف الجنود وإقامة الحواجز وقمع أصحاب الأرض الأصليين والصحفيين بوحشية يدلل على أنه ليس صاحب الأرض، بل لصٌّ يسرقها ويحاول أن يثبت سيطرته عليها بالقوة.

وأضاف صادق أنّ ما قام به الاحتلال دليل قاطع أنه لا يقدر على حسم قضية القدس بأنها عاصمته المزعومة الأبدية، في حين أثبت المقدسيون العزّل أنهم أصحاب الحقّ ورفعوا العلم الفلسطيني وأرسلوا رسالة للعالم بأنهم أصحابُ الأرض الأصليين.

وذكر أنّ بينيت استغل "مسيرة الأعلام" واقتحام الأقصى وإقامة الطقوس التلمودية لرفع شعبيته في جولة الانتخابات القادمة، معتبرًا ذلك جزءًا من المعركة الإعلامية الانتخابية، مُردفًا أنه يعلم أنّ الوضع لم ينتهِ، وأنّ الأحداث ستتصاعد خلال الأيام والأشهر القادمة، وأنّ المقاومة لم تسكت على ما تعرضت له مدينة القدس والمقدسيون.

ونبّه إلى أنّ الاحتلال مُتخوّف من رد فعل المقاومة على انتهاكاته في القدس، مشيرًا إلى أنها تُغيّر تكتيكها في مواجهته، وتستطيع بقدراتها الذاتية ضرب عمقه وتكبيده خسائر فادحة "فالمقاومة لم ولن تتوانى عن الدفاع عن القدس والمقدسات".