فلسطين أون لاين

تقرير رفع العلم الفلسطيني.. تأكيدٌ على السيادة والهوية ودحرٌ لرواية الاحتلال

...
علم فلسطين يرفرف فوق باب العمود بالقدس المحتلة - أمس
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

على عتبات المسجد الأقصى المبارك، اصطف عشرات المواطنين وهم يرفعون العلم الفلسطيني ويلوحون بشارات النصر مرددين: "الله أكبر.. القدس لنا"، في خطوة مجابهة لـ"مسيرة الأعلام" الاستيطانية التهويدية، وتأكيداً على رمز السيادة والهوية الفلسطينية.

وبمجرد أن لمحت شرطة الاحتلال ذلك المشهد اشتاطت غضبا، ما دفعها لفض التجمع الفلسطيني والاعتداء على حاملي العلم الفلسطيني، في محاولة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتثبيت روايتهم المزعومة بملكيتهم للمسجد المبارك.

وأتت هذه الخطوة تزامنا مع مساعي المستوطنين لرفع علم دولة الاحتلال في باحات المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس ومختلف مدن الضفة الغربية، وإنزال العلم الفلسطيني.

وكثّفت قوات الاحتلال والمستوطنون من إجراءات محاربة العلم الفلسطيني وإنزاله عن جدران المسجد الأقصى والمفارق الرئيسة في مدن الضفة الغربية، لكن الشبان سرعان ما أعادوها إلى أماكنها.

تقول المرابطة المقدسية زينات الجلاد: إن رفع العلم الفلسطيني داخل باحات المسجد الأقصى يغضب الاحتلال ويجعله ينقض على رافعيه، موضحة أنه يعتبر العلم الفلسطيني سلاحا موجها ضده وإثباتا أن هناك دولة فلسطينية، خاصة أنه يزعم أن القدس عاصمة لدولته.

ولفتت الجلاد في حديثها لصحيفة "فلسطين" إلى أنه على مدار الأيام الماضية دأبت قوات الاحتلال والمستوطنون على رفع الأعلام الإسرائيلية في كثير من أحياء وشوارع البلدة القديمة بالقدس.

واعتبرت العلم الفلسطيني تأكيدا على السيادة والهوية الفلسطينية، ودليلا على رفض الشعب الفلسطيني لوجود الاحتلال على أرضه.

الاحتلال إلى زوال

وأكد مدير مركز زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم في قرية صور باهر جنوب شرق القدس الشيخ عبد الرحمن بكيرات أن أهل الأرض هم الأحق بها، وهذه قناعة بات يعلمها الاحتلال ومستوطنوه وأنهم غرباء وعابرون قريبا عن فلسطين، منوها إلى أن الهجمة التي تتعرض لها القدس ازدادت في الآونة الأخيرة، حتى أن العلم الفلسطيني أصبح يقهرهم "وهذا دليل على قرب زوال دولة الاحتلال بإذن الله".

ورأى بكيرات في حديث لـ"فلسطين" أن الاحتلال يسعى من خلال محاربة العلم الفلسطيني إثبات حقه المزعوم في أرض فلسطين، كونه يعلم أن زواله بات قريبا، مشيراً إلى أنه ومستوطنيه يستنفرون كل طاقاتهم لرفع العلم الإسرائيلي مقابل إنزال العلم الفلسطيني.

وأضاف أن هذا هو حال المحتل الضعيف الذي يحاول تحقيق السيادة أو النصر عبر اعتداءات وممارسات عنصرية ومحاربة العلم الفلسطيني"، مشددا على أن "الفلسطيني صاحب عزة وحق، وهذه الأرض إسلامية وستبقى كذلك، والعلم الفلسطيني سيبقى مرفوعاً".

فرض الهيمنة

محاولات رفع أعلام الاحتلال لم تقتصر على مدينة القدس فحسب، بل تطال كل مدن الضفة الغربية. وأزال مستوطنون أكثر من مرة العلم الفلسطيني في حوارة ومدن وأحياء فلسطينية أخرى، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال التي توفر الغطاء لعربدتهم، في حين يرد الشبان الفلسطينيون بإعادة رفع العلم الفلسطيني.

واعتبر الناشط بالمقاومة الشعبية في نابلس بشار القريوتي محاربة الاحتلال العلم الفلسطيني سياسة ممنهجة من حكومته والمستوطنين، مشيرا إلى أن الأمر لم يقتصر على إنزال العلم فحسب بل يأتي ذلك ضمن العربدة الإسرائيلية ومحاولة فرض الهيمنة على الشعب الفلسطيني وطمس معالمه الوطنية.

وأوضح القريوتي في حديث لـ"فلسطين" أن حكومة الاحتلال تحاول فرض سيطرتها من خلال رفع أعلامها في الشوارع الرئيسة للمدن الفلسطينية، وأن ما تُسمى "الإدارة المدنية" التابعة لها تعمل على السيطرة على الشوارع وتسميتها بأسماء إسرائيلية "وهذه أمور تمهد لعملية تصعيد كبيرة من جماعات المستوطنين".

وأضاف أن حكومة الاحتلال تحاول تنفيذ مخططات خطيرة، مع توفير الغطاء للمستوطنين لارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني وفرض هيمنتهم على القرى الفلسطينية، مردفا أن الشعب الفلسطيني في معركة طويلة مع الاحتلال خاض خلالها انتفاضات ومعارك، ما يدلل على أنه لا يتخلى عن مبادئه وأصالته، لذلك سيكون هناك فرض للواقع الفلسطيني الذي سيُجبر المستوطنين على التراجع عن جرائمهم.

وردا على "مسيرة الأعلام"، دأب المواطنون في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل على حملة رفع العلم الفلسطيني في الشوارع والطرقات وفوق أسطح المنازل، تأكيدا على رفضهم لخطوة المستوطنين الاستفزازية.

ونظمت بلدية خان يونس جنوبي قطاع غزة وقفة لرفع الأعلام الفلسطينية تنديدًا واستنكارًا لاقتحامات الأقصى و"مسيرة الأعلام".

وقال رئيس البلدية علاء الدين البطة: إن القدس الشريف ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية ولا يمكن لنا أن نتنازل عنها مهما تعاظمت التضحيات، وإن شعبنا الذي لا يزال يكافح ويناضل آلة الغطرسة الإسرائيلية في جعبته الكثير، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري في القدس.

وشدد البطة في كلمة له خلال الوقفة على أن "مسيرة الأعلام" سيلفظها كل أحرار العالم والشرفاء من أمتنا العربية الباسلة، وسنبقى قابضين على الجمر حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

وأكد أن بلديته ومن ورائها كل مكونات المجتمع الفلسطيني تدين بأشد العبارات انتهاكات الاحتلال في القدس الرامية إلى تهويدها وطمس المعالم الإسلامية فيها، معتبرًا أن ما يجري فيها سيكون له عواقب وخيمة، وأنه يجب على المجتمع الدولي القيام بواجباته ووقف التغول الإسرائيلي بحق شعبنا ومقدساته الإسلامية.