فلسطين أون لاين

مسيرة خطيرة بأهداف انتخابية

تكررت اقتحامات الأقصى أمس، ولم تقع صدامات كبيرة. أقام بعض المقتحمين شعائر تلمودية في ساحات الأقصى، على خلاف ما وعدت به سلطات الاحتلال الوسطاء. يقول عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى: ما وقع أمس في ساحات الأقصى لم يقع منذ عام ١٩٦٧م. أي إن الوضع خطير، فقد تقدم المتطرفون اليهود خطوة نحو هدفهم الكبير في الأقصى.

ما وقع من اقتحامات وشعائر كان أمرا خطيرا، وربما كان للمرابطين دور بارز في التخفيف من حدة الاقتحامات وأداء الشعائر التلمودية، فكل التحية للمرابطين في المسجد، فقد دافعوا عن المسجد بالممكن والمستطاع، ولولا وجودهم ودفاعهم لاستسهل المقتحمون تدنيس الأقصى بشكل أوسع، وبأعداد أكبر.

لم تعد رقصة الأعلام قضية احتفال يهودي بتوحيد مدينة القدس، إذ تحولت لمعركة صراع انتخابي بين الحكومة القائمة والمعارضة، لذا حرص نتنياهو على المشاركة الشخصية في المسيرة، في حين أنه هو الذي اتخذ قرار تغيير خط سير المسيرة العام الماضي بسبب صواريخ غزة. نتنياهو يريد محو صورة الأمس من خلال مشاركته الشخصية، ويريد بينيت أن يظهر بمظهر رجل الدولة اليميني الذي لا يخشى المقاومة، ولا يفعل ما فعله نتنياهو.

قراءة الصراع الانتخابي قضية مهمة في متابعة مسيرة الأعلام، والأهم ما يقوله الميدان من أن الإجراءات الأمنية المشددة، وزيادة أعداد الشرطة وحرس الحدود في المدينة، دليل على أن توحيد الشطرين كان على الورق. وليس في الميدان توحيد ولا ما يحزنون. ما زالت القدس العربية القديمة تقود النضال المقدسي للمحافظة على طبيعتها العربية الإسلامية. التوحيد أكذوبة سياسية، كإبرة تخدير لمنع المريض من الإحساس.

المقاومة في غزة شاركت المرابطين في الدفاع عن الأقصى خطوة بخطوة، وكانت الغرفة المشتركة على تواصل مع المرابطين، ومع الوسطاء، ومع من يدهم على الزناد ساعة بساعة، وأحسب أن المقاومة تمكنت من تفعيل منظومة الردع لتحقيق أفضل خيار ممكن. نعم لم تطلق المقاومة صواريخها كما حدث في العام الماضي في ذات المناسبة، ولكنها كانت جاهزة لفعل ذلك بقوة، ولكن ما يتحقق بالمعركة الواسعة النطاق ربما تحقق هذا العام بالردع رغم رقصات التلموديين، ورغم تصريحات قادة دولة الاحتلال.

ما حدث في هذا العام في هذه المسألة بحاجة لدراسة وتقييم من الطرف الفلسطيني، ويجدر أن يكون تقييما موضوعيا ومعلنا، وأن يكشف بدقة عن دور الوسطاء، ومدى تنفيذ حكومة الاحتلال لما التزمت به لهم. القدس عربية وستبقى عربية، ومسيرة الأعلام لن تحقق لليهود المستقبل الآمن، لأنه لا مستقبل للاحتلال البتة، لا في القدس ولا في غيرها من الأراضي المحتلة، والشعب الفلسطيني ومكوناته اليوم موحدون خلف قضية القدس.