في الذكرى الـ74 لنكبتنا ونكبة الأمة كلها.. نستطيع أن نؤكد حقيقة واحدة وهي: فشل المشروع الصهيوني، وبداية العد التنازلي لنهاية «دولة» العدو، والتي تنبأ بنهايتها الإرهابي «نتنياهو» عندما أكد لخلصائه في مؤتمر هرتسيليا "أن إسرائيل لن تعمر لأكثر من 80 عامًا"، مستندًا إلى التاريخ.. وهذا الكلام طبعًا لن يعجب البعض، وخاصة المطبعين والساقطين، ومن صدق رواية العدو الكاذبة، عن ضعف وخوار وهوان، ودعا إلى النوم مع الأفعى الصهيونية.
وفي هذا الصدد لا بد من الوقوف على الحقائق والواقع والمستجدات التي تؤكد وتدعم ما أشرنا إليه وهي:
أولًا: إن استمرار المقاومة الفلسطينية، واشتداد عودها، في الأسابيع الأخيرة، وتمكنها من ضرب العدو في العمق: في الخضيرة والسبع وتل أبيب وأريئيل وإلعاد مؤخرًا، وقتل «22» صهيونيًّا في أقل من شهر، يشي بأن العدو فقد القدرة على الردع، ولم يعد قادرًا على الحد من هذه العمليات الجريئة، التي فاجأت العدو في الزمان والمكان والأسلوب.. فلقد فاجأته بانتفاضة الحجارة.. حينما تكلم الحجر الفلسطيني العربية بفصاحة، أذهلت الجنرال «رابين» ففقد عقله، وقام بتكسير أطراف عدد من أطفال الحجارة.. وفاجأت مسيرات العودة والطائرات الورقية المشتعلة الإرهابي «نتنياهو» كما فاجأت غضبة السكاكين «نتنياهو» أيضًا، وها هي العمليات الفدائية الجريئة في عمق كيان العدو توشك أن تسقط حكومة المستوطن «بينيت».
ثانيًا: تراجع العدو عن حرق غزة -كما هدد أكثر من مرة، بعد ما اكتشف خلال معركة «سيف القدس» أن المقاومة تملك صواريخ حديثة قادرة على زلزلة كيانه من الناقورة وحتى أسدود والمجدل وعسقلان، وأنها أصبحت تملك صواريخ أرض جو متطورة، قادرة على إسقاط طائراته وقد جرى تجريبها. فقرر منع مسيرة الأعلام، ومنع المتدينين المجانين من ذبح القرابين في ساحات الأقصى.. ما يعني أنه بات يدرك بأن تهديدات المقاومة ليست عبثية، بل تنم عن قوة واقتدار، تساندها المقاومة الباسلة في جنين والقدس وكل أنحاء فلسطين، وها هي العمليات النوعية الأخيرة تشل العدو، وتشكل ضربة قاسية لحكومته الفاشية وقد تزامنت مع الاحتفالات بقيام الكيان الغاصب على أرضنا المقدسة.
ثالثًا: إن تعاظم المقاومة وفي كل أنحاء فلسطين وفي ذكرى النكبة هي رسالة للعدو أولًا، وللمطبعين ثانيًا، ولكل أعداء الشعب الفلسطيني، ثالثًا، بأن هذا الشعب العظيم، شعب الجبارين لن يتخلى عن وطنه ولن يفرط بذرة من تراب مرج ابن عامر ولا بذرة من رمل النقب وأنه باقٍ على العهد وعلى الوعد في الاستمرار في المقاومة، لكنس الغزاة وتحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر، وعودة أبنائه اللاجئين الذين فجروا ثورة 65 الجبارة، وكانوا ولا يزالون حطب الثورة، وجمرتها التي لا تنطفئ.
رابعًا: لقد حقق الشعب الفلسطيني المعجزة، وأصبح أسطورة بين شعوب العالم، يفخر به أبناء الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، وقد تمكن بدماء الشهداء من لجم أشرس وأقذر غزوة استيطانية شهدها التاريخ، وحول فلسطين كلها قلعة للمقاومة، وحول الشعب الفلسطيني إلى كتيبة متقدمة من الفدائيين والاستشهاديين تذود وتحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية.
في الذكرى الـ74 لنكبة شعب فلسطين والأمة كلها تؤكد بكل ثقة: بأن فجر التحرير قادم وأن نجم العدو بدأ في الأفول.. بعد أن عجز عن كسر ظهر الشعب الفلسطيني، وبعد أن عجز عن كسر ظهر المقاومة، وقد تأكد هو وغيره من أعداء هذا الشعب أن كل قوى الشر وطواغيت الأرض لن تنال من هذا الشعب الذي وصفه رب العزة بشعب الجبارين.
المجد لشعب يصنع المعجزات ويخرج دائمًا من كل الحرائق قويًّا، مصممًا على الحياة الحرة الكريمة ما استطاع إليها سبيلًا.