التهديد باغتيال قادة المقاومة من قبل دولة الاحتلال ليس جديدًا، ففي كل مرة تعلو كلمة المقاومة وتنال من العدو الصهيوني في عمليات بطولية نسمع ونشاهد التحريض المباشر على قتل القادة مثل الأخ أبو إبراهيم السنوار وكأن المقاومة تقف عند قائد بعينه، فالعدو لا يريد أن يدرك أن السنوار يعبر عن حال شعبنا ويتحدث بلسانه الذي بات يرفض الاحتلال أكثر من أي وقت مضى، كما يرفض الاعتداء على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين بالاقتحام والتدنيس لما للأقصى من مكانة كبيرة في قلوب الفلسطينيين الذين لا يقبلون المساس به بأي شكل من الأشكال.
ففي ذروة العمليات الفدائية التي تطال دولة الاحتلال، تعالت أصوات صهيونية تطالب باغتيال قائد حركة حماس في قطاع غزة، ردًّا على تلك العمليات، وحفظًا لماء وجه حكومة نفتالي بينيت المهددة بالسقوط، وجاءت الدعوات لاغتيال السنوار من نواب في الكنيست ومسؤولين سابقين وصحفيين في دولة الاحتلال، خاصة بعد العملية الفدائية الأخيرة في "إلعاد"، قرب "تل أبيب"، التي أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين، وإصابة عدد آخر، بينهم اثنان إصابتهما خطيرة، إذ يعكس تحريض قادة الاحتلال باغتيال السنوار مدى الأزمة التي يعيشها الاحتلال بفعل عمليات المقاومة الأخيرة، إضافة إلى إفلاس حكومة بينيت، وعجزها عن وقف تلك العمليات، أو التعامل معها.
وجاء رد المقاومة سريعًا إذ أبلغت المقاومة الفلسطينية الوسطاء أن عودة سياسة الاغتيالات، يعني عودة العمليات الاستشهادية داخل المدن المحتلة كما أشارت المصادر إلى أن "المقاومة ستحرق مدن المركز، وستوجه ضربات كبيرة من الصواريخ لغوش دان، و(تل أبيب)، فوق تصور العدو في حال تنفيذه لتهديداته.
كما أن خروج الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة بالتحذير من المساس بالسنوار أو أي من قادة المقاومة جاءت كالرد الصاعق لقادة الاحتلال، إذ أوصى جيش الاحتلال بعدها مباشرة للسياسيين الصهاينة بعدم الذهاب لاغتيال السنوار لما لذلك من رد لن تحتمله دولة الاحتلال كما أن جيشه لن يستطيع أن يوقفه أو يتعامل معه.
وأمام كل ذلك يجب التأكيد أن كل ما يحدث هو بسبب الاحتلال الصهيوني الذي يرفض إعطاء شعبنا حقه بالعيش بحرية وكرامة كبقية شعوب العالم، بل يتمادى في كل مرة بمزيد من العنف والقتل والتهجير ضد الفلسطينيين، فالاحتلال لم يدرك بعد أن الفلسطيني بات أكثر قناعة بضرورة زوال الاحتلال الذي هو سبب كل شر يعانيه.