فلسطين أون لاين

وادي الربابة.. حي مقدسي يقاوم محاولات تهويده المستمرة

...
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

يرفض أحمد سمرين التفريط بأرضه الواقعة في حي وادي الربابة جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، ويتصدى للمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لإنهاء الوجود العربي في الحي، وإضفاء الصبغة اليهودية عليه كاملًا.

وسمرين عضو في لجنة حي وادي الربابة ويناضل مع سكان الحي للتصدي لمحاولات ما تسمى "سلطة الطبيعة" التابعة لسلطات الاحتلال، لبناء كنيس يهودي على أراضي الحي البالغة مساحته حوالي 210 دونمات.

يسكن وادي الربابة 800 مقدسي، لكن الاحتلال يحاربهم منذ عقود في أراضيهم في محاولة منه لسلبهم إياها لإقامة "حدائق توراتية".

يشار إلى أن سلطات الاحتلال القدس أعلنت عام 2019 عن مصادرتها 99 دونمًا من أراضي وادي الربابة لغايات البستنة وتخضير المنطقة حسب زعمها.

كما يوجد في الحي الكثير من أشجار الزيتون المعمرة التي يصل عمر بعضها إلى 600 عام وأكثر، وبها كثير من الكهوف والآثار والقبور الكنعانية.

ويقول سمرين: إن أعدادًا من "سلطة الطبيعة" اقتحمت أراضي حي وادي الربابة، بهدف القيام ببناء كنيس يهودي.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "على الرغم من وجود محاكم بين أصحاب الأراضي والاحتلال، قام عمال يتبعون ما تسمى "سلطة الطبيعة" باقتحام حي وادي الرباب، بحراسة من شرطة الاحتلال، والبدء في بناء كنيس يهودي في الحي".

ويشير إلى أن العمال قاموا أيضًا برسم رسومات تلمودية على بعض الجدران التي تم تشييدها، وإيقاف عدد من أبناء العائلة، وتغيير كاملة لتربية الأرض وهيكلتها كاملًا، وبناء أعمدة ونصب كاميرات مراقبة عليهم.

ويوضح أن سلطات الاحتلال تريد تغيير معالم الطبيعة بشكل كامل في وادي الربابة، من خلال بناء الكنيس، وطرد المزارعين، وأصحاب الأراضي الحقيقيين منها.

ويشير إلى أن أصحاب الأراضي في الحي واجهوا قوات الاحتلال، وعمال "سلطة الطبيعة"، وقاموا بطردهم من المنطقة التي حاولوا بناء كنيس يهودي فيها.

وفي السياق، يؤكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، أن أراضي وادي الربابة، هي ملكية خاصة لعائلات مقدسية، ولا يوجد أي وثائق ثبت أنها ليس لغيرهم.

ويقول أبو دياب لصحيفة "فلسطين": "ما تقوم به ما يسمى سلطة الطبيعة يأتي ضمن محاولات سلطات الاحتلال للسيطرة على كامل أراضي حي وادي الربابة، خاصة أنه يقع جنوب غرب البلدة القديمة والمسجد الأقصى".

ويضيف: "سلطات الاحتلال تعمل دائمًا على مصادرة أراضي وادي الربابة بدعوة إقامة مشاريع تشجير وزراعة، ولكن الهدف هو تهويد الحي بشكل كامل، وإقامة مشاريع تهويدية عليه".

ويوضح أن الأهالي في حالة يقظة، ويعملون دائمًا على إفشال مخططات الاحتلال قدر استطاعتهم، بالوجود في وادي الربابة، والعمل على طرد أي من عمال أو موظفي مؤسسات الاحتلال التهويدية.

ويبين أن عدة مؤسسات احتلالية تعمل على تهويد الحي، بما فيها "سلطة الطبيعة" وبلدية الاحتلال، و"سلطة الآثار"، وجمعيات استيطانية مثل "العاد".

ويشير إلى أن الاحتلال يحاول من خلال العمل على بناء كنيس في أراضي الحي، لفت أنظار المقدسيين عن اعتداءاته حول المسجد الأقصى، إلى حي وادي الربابة.