الداعية الشيخ رائد صلاح من مدينة أم الفحم (أم النور)، ورئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، ومعروف عنه أنه دائما في مقدمة الصفوف للدفاع المسجد الأقصى المبارك وقد أمضى نصف عمره في سجون الاحتلال الإسرائيلية وفي الغالب تمنعه سلطات الاحتلال من الوصول إلى القدس والصلاة في الأقصى أو يفرض عليه إقامة جبرية، ناهيك بالمضايقات التي تفرضها عليه في تنقلاته وترحاله بشكل عام، فالنية مبيتة للشيخ صلاح من قبل وقد كشفت أثناء سفينة مرمرة التي قادها لكسر الحصار عن غزة قبل أعوام.
الشعب الفلسطيني هو شعب واحد لا فرق بين أهلنا في الداخل المحتل وخارجه وهو كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فما يصيب أي فلسطيني من مكروه في أي جهة سرعان ما يهب شعبنا يدافع عنه، فما بالنا إذا كان المراد تهديده من طرف الاحتلال ومستوطنيه الصهاينة رمزًا من رموز شعبنا وقائدًا من قادتنا التي لها وزنها وحسها الوطني ومكانتها النضالية، هذا سيكون بمثابة لعب بالنار التي ستحرق الأخضر اليابس.
إن ما يدعو له الصهيوني المتطرف وعضو “الكنيست” الإسرائيلي إيتمار بن غفير وتناقلته الصحف العبرية باغتيال الشيخ رائد صلاح، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعطش غلاة المستوطنين لسفك الدماء وقتل الفلسطيني بدم بارد كما يحدث يوميا من إعدامات ميدانية من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني.
نعم إن نية المستوطن المتطرف بن غفير التي يبيتها للشيخ رائد صلاح يجب أن تأخذ على محمل الجد، خاصة وأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال سمح بتسلح كل إسرائيلي يرغب في حمل السلاح، وهذه ظاهرة تدل على تطرف وعنصرية المجتمع الإسرائيلي لم يشهدها أي من المجتمعات على مر الأزمان.
الشيخ رائد صلاح خط أحمر، فما يبيته المتطرف بن غفير بدعوته لقتله يقصد بها قتل كل فلسطيني، وهذه الدعوى لاقت صدًى كبيرًا واستجابة مماثلة من أوساط إعلامية إسرائيلية التي تبث مثل هذه الأفعال على الملأ لإباحة الدم الفلسطيني، يقول أليف صباغ المحلل في الشؤون الإسرائيلية: "إن فشلت هذه العمليات المحدودة، سيعود الجيش بمزيد من القوات لعمليات محدودة أخرى، لأنه يؤمن بأن ما لا تستطيع الحصول عليه بالقوة، فيمكن الحصول عليه بمزيد من القوة. وسفك دماء الفلسطينيين هو الشيء الوحيد الذي يُرضي الجمهور الإسرائيلي، وما يطمح إليه".
هذه هي اللغة السائدة الان في المجتمع الإسرائيلي، فلا غرابة من تهديدات بن غفير وغيره، لكن ليعلم أن أي ضرر أو سوء أو أي اعتداء على الشيخ رائد صلاح سوف يقابله ردة فعل قوية مزلزلة، من شأنه أن يصب الزيت على النار ويؤجج الوضع في الداخل المحتل وخارجه، في ظل التهديد والوعيد من طرف المقاومة التي تترصد الاحتلال وترصد الوضع عن كثب وتستغل أي حماقة سوف يقدم عليها لاستفزاز الشعب الفلسطيني سواء اعتداء على الأقصى أو اعتداء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية أو ارتكاب مجازر جديدة كما تعود في السابق دون حساب.