لم يكن يخطر ببال التوأمين، دعاء وأماني داود، وهما من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أن تحصلان على نفس المعدل في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي".
وفوجئت "دعاء وأماني" من حصولهن على نفس المعدل 81.4 % في الفرع العلمي بعد إعلان نتائج الثانوية العامة.
ومع أن مظاهر الفرح عمت منزل التوأمين إلا أن الحزن رفض مغادرة قلبهن لأن أمهن لم تشاركهن هذه الفرحة، وأصرَّت الفتاتان على مواصلة دراستهما؛ وبذلتا قصارى جهدهما لتحقيق حلم والدتهن في الحصول على معدل جيد جداً.
تقول دعاء داود، لمراسل "فلسطين": "رغم الظروف التي مررت بها أنا وشقيقتي التوأم؛ إلا أننا عزمنا على مواصلة الدراسة وتحقيق حلم والدتي بالحصول على درجات مرتفعة؛ وبفضل الله حصلت أنا وشقيقتي على معدل واحد".
ولجأت الطالبتان إلى الدراسة على وسائل الإنارة البديلة "الكشاف" في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وتلفت أماني إلى أنها كانت تفضل الدراسة في ساعات المساء؛ بينما كانت تدرس شقيقتها في ساعات الصباح، تقول: "لم نكن ندرس بنفس الوقت معًا وذلك لمساعدة أسرتنا في أعمال المنزل".
وتؤكد التوأمان أن الصيام وارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي أثر عليهن أثناء الدراسة إلى حد كبير، وأشارتا إلى أن امتحاني "الفيزياء والرياضيات الورقة الأولى والثانية" اتسما بالصعوبة وعدم مناسبته للوقت المقدر للإجابة عنهما.
وتهدي البنتان نجاحهما إلى روح والدتهما؛ وبدا الحزن واضحاً في صوتهما، وهما تقولان: "شعورٌ صعب أن نصف مشاعرنا بعد رحيل والدتنا؛ لا نعرف حقاً كيف تجاوزنا تلك الأيام العصيبة؛ والحمد لله أننا حققنا حلمها في الحصول على درجات مرتفعة".
وفوجئ عمر داود، والد الطالبتين، بحصول ابنتيه على نفس المعدل في التوجيهي؛ إلى درجة أنه جمع عدد الدرجات التي حصلن عليها في المباحث كي يتحقق من تطابق مجموعهما.
وأخد داود، يحمد الله عز وجل أن وفقَهما بالحصول على معدل 81.4 % في امتحان الثانوية العامة، متمنيًا أن تكلل كريمتاه الدراسة الجامعية بنجاح.
وعقّب على مسألة وفاة زوجته في ظرف كهذا، قائلاً: "بطبيعة الحال تأثرت بناتي بالخبر الصاعق الذي قلب حياتنا؛ لكن سرعان ما ابتلعن الغصة وعدن إلى الدراسة بعد تشييع جثمانها، لقد امتلأت فخراً بأنهما نموذجان للصمود والإرادة".