فلسطين أون لاين

صورة المسيرة تكذِب ادعاءاتهم

في دولة الاحتلال قادة حكومة يزعمون أنهم يحافظون على (حرية العبادة). هذا الزعم مجرد شعارات سياسية لا رصيد لها في أرض الواقع. في مقابل هذا الزعم ثمة صورة هي أبلغ من كل تغريدات قادة حكومة بينيت لبيد، الصورة لطائرة مسيرة صهيونية وهي تلقي قنابل الغاز المسيل للدموع على جموع المصلين المسلمين، وقد شاهدها العالم، وشاهد عشرات المصلين والمصليات من كل الأعمار وهم يحاولون الفرار، وقد اختنقوا بالغاز الحارق للحلق والأنف. نعم، لقد شاهدنا من يقع منهم على الأرض من شدة الألم، ومن يصاب بالإغماء، وينقل بالنقالات إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية.

هذا المشهد السريالي لا يكاد يصدقه إلا من شاهد الصورة الحية لهذا العدوان البربري على أبرياء المصلين. لا يحدث هذا المشهد في أي منطقة من العالم الواسع، هو فقط يحدث بشكل متكرر في بلادنا فلسطين المحتلة، وفي مسجدنا الأقصى الذي بارك الله حوله.

 لماذا يحدث هذا في مسجد المسلمين، في قبلتهم الأولى؟ لماذا لا يحدث في كنائس الفاتيكان مثلا، أو في معابد اليهود في دول العالم؟ الجواب على ذلك مؤلم جدا لمن كان له عقل ومشاعر، يحدث هذا العدوان على المصلين المسلمين، لأنهم مسلمين. لأن العالم كله يحترم الصلاة والمصلين في جميع المعابد، في حين لا تحترم (إسرائيل) المسلمين أو المصلين، وهي تمارس سياسة تمييز عنصري، وطرد للمقدسيين. العدوان المتكرر على المسجد يستهدف إسلاميته الخالصة للمسلمين، بغرض اقتطاع جزء منه لليهود.

 قنبلة الأقصى ستبقى بعد انتهاء رمضان، وبعد انتهاء أعياد الفصح اليهودية، لأن الهدف من العدوان على الأقصى قائم على مدار العام ولا يرتبط بأعياد اليهود، ولأن الهدف الأساس من العدو معلوم لنا وللمسلمين، فإني أقترح على المكتب الإعلامي الحكومي، وعلى الإعلاميين عامة صناعة فيديو يوثق جرائم الاحتلال في الأقصى ابتداء من حريق المسجد القبلي، وليس انتهاء بحريمة مهاجمة المصلين والمصليات بمسيرة وقنابل الغاز، وليكن هذا العمل تحت عنوان فضيحة ما تسميه دولة الاحتلال (بحرية العبادة)  وما ينشرونه عن أعداد المصلين.

نحن في حاجة لمعركة إعلامية يشارك فيها كل مصلٍّ، وكل محب للأقصى، لا في فلسطين فحسب، بل وفي كل دول العالم الإسلامي. قد تدافع غزة عن الأقصى بالصاروخ، وقد يدافع المرابط عن إسلامية الأقصى بالرباط والجراح، ولكن معركة الأقصى التي لا تجد صلاح الدين في حاجة لكل مسلم عربي وغير عربي، لأن الأقصى مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم هو آية من آيات قرآننا الحكيم.