هل تدخل غزة على خط المواجهات في الأقصى بحرب جديدة؟ ثمة إجابة في بعض الصحف العبرية تقول إن دخول حماس المعركة مسألة وقت. الأطراف الوسيطة كمصر وقطر والأمم المتحدة تحاول منع ذلك، من خلال نقل رسائل بين حماس ودولة الاحتلال. بعض هذه الرسائل يبدو أنها كانت ساخنة جدًّا، فكان صاروخ الأمس مساءً المنطلق من غزة باتجاه قرى الغلاف تعبيرًا عمليًّا عن يأس غزة من الوعود التي لا تتحقق في الأقصى. الصاروخ المنطلق لم يصل القدس، ولكن صداه كان كبيرا في الأقصى، الذي هتف للمقاومة في غزة.
وفي المقابل حاولت حكومة الاحتلال التعبير عن رفضها لرسالة الصاروخ، فأرسلت طائراتها لتغير على مواقع للمقاومة جنوب غزة، ولكن وسائل الدفاع الجوي، (صاروخ كتف) روسي الصنع فاجأ الطائرات المغيرة، فعادت أدراجها. وقد عزز هذا التصدي للطائرات رسالة المقاومة التي حملها صاروخ الغلاف.
ثمة مسيرة أعلام للمتطرفين اليهود ربما تطوف حول القدس القديمة في استفزاز متعمد للمقدسيين، وفي تحدٍّ لغزة، وللعالم. هذه المسيرة كانت واحدة من المفردات التي فجرت حرب ٢٠٢١م، وهي ولا شك تنذر بحرب جديدة، فقد أبلغت المقاومة الوسطاء أن (سيف القدس) لم يغلق، وأن معركة (سيف القدس 2) على الأبواب.
يبدو أن حكومة بينيت ترى أن الظروف المحلية، والدولية، وخاصة في أوكرانيا لا تسمح بمعركة جديدة مع غزة بسبب مسيرة أعلام يمكن أن تنتظر لظروف أفضل إسرائيليا، لذا لم تمنح المسيرة التصريح اللازم، ولا الحراسة الشرطية اللازمة، ولكن هذا في قراءة المقاومة هو تنصل حكومي بارد، وكان بإمكان الحكومة منع المسيرة. لذا قررت المقاومة استبقاء جاهزية الدفاع عن الأقصى قائمة في أعلى درجاتها، سواء تمت المسيرة، أو تراجعت نسبة المشاركين فيها لوجود تهديدات جادة.
غزة في رسالتها للوسطاء تقول نحن لا نبحث عن الحرب، ولا نسعى لتفجيرها وإحباط مساعيكم، ولكننا لا نخاف الحرب، ولا تهديدات العدو، ويدنا على الزناد، والأقصى خط أحمر لنا ولشعبنا، ودونه خرط القتاد، والعدو هو من يوتر الأجواء، ويحاول فرض معادلات جديدة في الأقصى، وعلى المقاومة، ومعادلاته مرفوضة تماما، وليس للعدو موطئ قدم في الأقصى، ومسيرة الأعلام كالاقتحامات، وذبح القرابين، يجب أن يتوقف، وأن يبتعد نهائيا عن الأقصى. وإذا ما حققت الوساطات هذه المطالب فقد لا تدخل غزة حربا جديدة. أمر الحرب بيد حكومة الاحتلال، وبيد المتطرفين اليهود.