فلسطين أون لاين

​توقعات باشتداد الأزمة خلال فصل الشتاء

60% من غاز الطهي المُلِح في حياة الغزيين غير متوفر

...
غزة - صفاء عاشور

أزمة راهنة في غاز الطهي يشهدها قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء هذا العام، تحرم الغزيين من نحو 60% من الغاز اللازم لشؤون حياتهم اليومية، كما تلقي بظلالها على قطاع الدواجن، مع تقليص الاحتلال الإسرائيلي كميات الغاز المدخلة للقطاع؛ بحسب مسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص.

ويؤكد المسئولان، أن كميات غاز الطهي التي تدخل للقطاع لا تسد حاجاته، حيث تتراوح بين 250و260 طنا يومياً وهو ما تسبب بعجز وأزمة في غاز الطهي وصلت إلى 60%.

وتتراوح حاجة الغزيين من غاز الطهي في فصل الصيف بين 300و350 طنا، بينما تقدر بـ400 طن في بداية فصل الشتاء وترتفع إلى 500 طن يومياً مع اشتداد البرودة في الأيام المسماة "الأربعينية".

ويؤكد عضو لجنة الغاز في جمعية أصحاب محطات الغاز والبترول في القطاع، نور الخزندار، أن نسبة العجز في كميات غاز الطهي الذي يدخل القطاع لا تزال 60%، وأن النسبة مرجحة للزيادة في حال عدم إيجاد حلول للأزمة أو بدائل لها.

ويقول الخزندار، لصحيفة "فلسطين": "حتى الآن لم يتم تركيب المضخة ذات السعة 8 إنش اللازمة لزيادة ضخ الغاز"، مبينا أن من شأن تركيب هذه المضخة زيادة كميات الغاز المدخلة للقطاع من250-400 طن يومياً.

ويضيف: "المضخة وصلت لموانئ فلسطين المحتلة سنة 1948 ولكن لم يتم إحضارها إلى معبر كرم أبو سالم ليتم تركيبها، وبالتالي ستستمر الأزمة طالما أن المضخة لم تركب"، منوهاً إلى أن الاحتلال قلص كميات الغاز المدخلة في الأيام الماضية عن المعتاد ادخالها.

ويبين أن انخفاض درجات الحرارة يدفع الغزيين لزيادة استهلاك الغاز من 400 طن يومياً إلى 500 طن يومياً وهي الكمية التي لا يسمح الاحتلال بإدخالها.

ويوضح أنه تمت مطالبة سلطات الاحتلال بإدخال المزيد من غاز الطهي للقطاع نظرا "للأزمة الحادة" في هذا الغاز، مشيراً إلى أن أزمة الكهرباء تزيد من لجوء المواطنين للغاز للحصول على التدفئة.

أسعار الدجاج

أزمة غاز الطهي الراهنة قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة نفوق الدجاج مما سيؤدي إلى قلة العرض في الأسواق وبالتالي ارتفاع في الأسعار، إذ إن قطاع الدواجن أيضًا يعتمد، بشكل رئيس على غاز الطهي لتوفير التدفئة للدواجن والتي تعتبر عاملا هاما وأساسيا في تربيتها؛ بحسب مدير دائرة الانتاج الحيواني في وزارة الزراعة، م.طاهر أبو حمد.

ويقول أبو حمد، لصحيفة "فلسطين": "خلال فصل الشتاء يحتاج المزارع إلى توفير درجة حرارة تتراوح بين 22و32 درجة مئوية خلال فترة التربية التي تمتد لـ40 يوما"، لافتاً إلى أن غاز الطهي هو المصدر الأول لتوفير هذه التدفئة.

ويتابع: "مزارع الدواجن تستهلك خلال فصل الشتاء لتدفئة 1000 صوص ما يقرب من 3 اسطوانات غاز كبيرة الحجم خلال فترة التربية"، مبيناً أن قطاع غزة يربي شهرياً ما يقرب من 2,5 مليون دجاجة.

ويشير إلى أن الاحتياج اليومي للمزارع من غاز الطهي اللازم للتدفئة يتراوح بين ستة وثمانية أطنان يوميا، وقد يصل إلى 12 طن يومياً في ذروة فصل الشتاء، منوهاً إلى أن البدائل المتوفرة لاستخدامها للتدفئة مثل الجفت، مواقد الحطب أو المواد البلاستيكية التي تحرق في آلات خاصة لا تغطي من احتياجات الطاقة والتدفئة إلا 10% فقط.

ويقول أبو حمد، إن عدم توفر غاز الطهي لمزارع الدواجن في قطاع غزة له "آثار كارثية" على قطاع الدواجن، مفسرا بأن عدم توفر التدفئة سيؤدي إلى زيادة نسبة النفوق والتي قد تصل إلى35%.

ويردف قائلاً: "كما ستؤدي الأزمة إلى انخفاض في أوزان الدجاج ومعدلات نمو منخفضة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الفيروسية التي ستزيد من نسبة النفوق"، موضحاً أن ارتفاع نسبة النفوق سيؤدي إلى قلة العرض في الأسواق وبالتالي ارتفاع في الأسعار.

ويلفت إلى أن أصحاب مزارع الدواجن بدأوا بتقديم شكاوى لوزارة الزراعة، بخصوص عدم توفر غاز الطهي وهو ما دفع الأخيرة للتواصل مع هيئة البترول للعمل على توفير احتياجات المزارع لتجنب حدوث أزمة حادة.

ويطالب أبو حمد، والخزندار، بضرورة الإسراع بإيجاد حلول لأزمة غاز الطهي التي اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية، مع زيادة استهلاك المواطنين للغاز بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة خاصة في ساعات المساء.