"لا نزال نسمع صوته في البيت، ونشعر بوجوده، ونعيش هذه الأيام حسرة وحالة حزن لم نعرفها من قبل على فراقه".. بهذه الكلمات بدأت والدة الناشط والمعارض السياسي نزار بنات الحديث عن استقبال شهر رمضان في ظل غياب ابنها الذي اغتالته أجهزة السلطة.
ومع دخول موعد الإفطار، وعلى مائدة الطعام، افتقدته والدته وزوجته وأبناؤه للمرة الأولى في حياتهم، وتحول يومهم إلى حزن شديد.
واغتالت أجهزة السلطة، الناشط "بنات" في 24 يونيو/ حزيران الماضي، عقب اقتحام المنزل الذي كان يتواجد فيه في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وتعرض للضرب المبرح بأدوات خشنة على مدار عدة ساعات، قبل أن ينقل جثة هامدة إلى أحد المستشفيات.
وعرف عن نزار أنه من أبرز الناقدين للفساد في مؤسسات السلطة، عدا عن أنه كان أحد المرشحين للانتخابات التشريعية عن قائمة الكرامة، وناشطا بحقوق الإنسان وضد مشروع التسوية واتفاقية "أوسلو".
ببكاء شديد، قالت والدة نزار لصحيفة "فلسطين": "هذا شهر رمضان الأول الذي يمر علينا دون وجود ابني بسبب جريمة اغتياله وقتله بدم بارد لأنه يتحدث عن قضايا وطنه".
تضيف: "في هذا اليوم أنا الأم الحزينة التي فقدت ابنها، فهو من أصعب أيام حياتي، فخلاله استذكرت كل ما كان يقوم به خلال شهر رمضان، ولم أصدق أنه غير موجود الآن بعد اغتياله، ولن يكون معنا على الإفطار".
وتتابع: "في اليوم الأول من رمضان رفعت يدي إلى السماء ودعوت الله أن ينتقم ممن اغتاله واعتدى عليه، وتسبب في وجع قلوبنا عليه، ويتّم أطفاله الستة، ورمل زوجته، وحرمني من فلذة كبدي".
وتستذكر أم نزار حلقات النقاش التي كانت تجمعها بابنها المغدور خلال شهر رمضان، وجلسات العائلة بعد صلاة التراويح، ومدى قوة الثقافة التي كان يمتلكها خاصة في القضايا الوطنية، مردفة "خلال تلك الأوقات كنا نتحدث حول الكثير من الأحداث التي تمر بها بلادنا، وكنت أتعجب من امتلاكه القدرة على معرفة مجريات الأمور والحديث فيها، والإجابة عن كل أسئلتنا".
ويقول غسان بنات، شقيق الشهيد: "في أول أيام شهر رمضان افتقدنا صوت شقيقي وعنفوانه، ونشعر نحن كعائلته بنقص كبير بيننا".
ويضيف بنات في حديثه لـ"فلسطين": "خلال اليوم الأول من شهر رمضان تذكرناه ولحظات الجلوس مع بعضنا البعض على الإفطار، فهذا الشهر من أصعب الشهور علينا".
ويتابع "شعرت بالعجز مع دخول شهر رمضان وعدم وجود نزار، وتذكرنا تلك الأيام التي كنا نقضيها سويا خلال شهر الصيام".
ووجه رسالة إلى القتلة بقوله: "كيف لكم أن تفطروا مع أبنائكم وأمهاتكم، وهناك شخص مظلوم قمتم بإعدامه، ودخل شهر رمضان على أبنائه الستة، ووالدته وعائلته وهو غير موجود بينهم؟".
مؤثر | أم الشهيد نزار بنات: تفقد ابنها في رمضان لأول مرة بعدما اغتالته السلطة صيف 2021 pic.twitter.com/DEaQWapGyG
— فلسطين أون لاين (@pl24online) April 4, 2022

