فلسطين أون لاين

من معجزات نبي الله موسى: الضفادع

أنا الضفدع، ذلك الحيوان البرمائي (أي أنني أعيش في الماء وعلى اليابسة)، جلدي ناعم لزج، ليس لي ذيل، قوائمي الخلفية طويلة تساعدني على القفز للأمام للحركة والسباحة أيضاً، أما قوائمي الأمامية فقصيرة أرتكز عليها عند الوقوف، عيوني بارزة في أعلى رأسي، وأُطلق نقيقاً مسموعاً خاصة في الليل.  

قرأتَ في قصة سابقة من هذه السلسلة قصة عصا نبي الله موسى وكيف تحولت إلى ثعبان ضخم يتلوى، وكيف أخذت تلتهم الثعابين التي ألقاها سحرة فرعون.. وكيف آمن السحرة، بينما وقف فرعون يتوعدهم بالعذاب والقتل.

ولأن فرعون كان جباراً في الأرض ادَّعى الألوهية، وأوهم قومه أنه هو من يتحكم في أنهار مصر وثمارها وخيراتها.. صدَّقه قومه وأطاعوه.. ورفض فرعون أن يؤمن بما جاء به نبي الله موسى، بأن الله واحد لا شريك له، وعبادته وحده.. بل أخذ فرعون يطلب المعجزة تلو الأخرى.. وعندما يرى المعجزة التي طلبها يُكَذِّبُها ويعود لكفره وضلاله وجبروته! ويقول لموسى في كل مرة:" مهما تأتينا به من آية لتسحرنا بها، فما نحن لك بمؤمنين"!!

تسع آيات.. إشارات، أرسلها الله لفرعون وقومه لعلهم يتركون كفرهم وغيَّهم ويؤمنون بالله وحده لا شريك له. بينات لا تخفى على صاحب عقل.. ولكنهم أنكروها واستمروا على ضلالهم.. كانت أولى هذه الآيات الطوفان الذي أغرق أرضهم ودمَّر حقولهم، والجراد الذي أكل زرعهم فعمَّ فيهم الفقر والجوع، والقمل الذي انتشر في رؤوسهم وأجساد حيواناتهم فآلمهم وأتعبهم، والضفادع التي ملأت أوعيتهم وتقافزت في كل مكان حولهم فآذتهم أذية كبيرة وأقلقتهم وجعلتهم يشعرون بضيق العيش ونكده.. وجاءهم الدم بعد ذلك، حيث أصبحت مياههم دماً، الأنهار والآبار والينابيع وعيون الماء... كل ذلك تحول الماء فيه إلى دم أحمر.. فاضطروا أن يشربوا الدم ويطبخوه ويغتسلوا به!! أرأيتم؟؟ كنا نحن الضفادع جزءاً من عذاب الله لفرعون وقومه الكافرين، بالرغم من صغر حجمنا وضعف قوتنا.. ولكن الله قادر على كل شيء!

وفي كل مرة ينزل فيها العذاب بقوم فرعون، كانوا يهرعون إلى نبي الله موسى، فيطلبون منه أن يرفع الله عنهم العذاب.. ويُكثرون من الوعود.. ولكن ما إن تعود حياتهم إلى ما كانت عليه حتى ينقضوا وعودهم ويعودوا لكفرهم.. وحتى عندما لحق فرعون بموسى وقومه، عندما انشقَّ البحر.. كان فرعون يريد الفتك بموسى وقومه، ولكن، ما إن وصلت قافلة موسى وقومه إلى شاطئ البحر من الناحية الأخرى، حتى عاد البحر إلى ما كان عليه، فغرق فرعون وجيشه، فأخذ يصرخ منادياً:" آمنت برب موسى".. ولكن الفرص انتهت هذه المرة ولم يعد بالإمكان تكرارها كما حدث في السابق.

وأصبح فرعون عبرة لكل ظالم وكافر يتباهى بقوته وجبروته.