تتواصل معاناة أهالي مدينة دورا غرب محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، منذ شهور متعددة، عقب إجراءات مشددة فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ لحماية مستوطنة "عتنائيل"، من عمليات شباب انتفاضة القدس المستمرة في عامها الثاني.
ولا يمكن للمواطن الفلسطيني، السير بحرية عبر المداخل الرابطة بين مدينة دورا ومركزها، بفعل عمليات الإغلاق التي تتناوب عليها قوات وجرافات الاحتلال في محاولة لتشكيل جبال من الأتربة والمكعبات، والحيلولة دون حرية حركة المواطنين وتنقلهم بين هذه المواقع.
ويقول المواطن محمد عواودة من قرية كرمة جنوب مدينة دورا، إن "المعاناة التي نعانيها يوميا كبيرة جدا.. فالمسافة لا تعدّ سوى ببضعة كيلو مترات بين مكان عملي وقريتي، لكنني أضطر لسلوك طرق مضاعفة جدّا للوصول إلى العمل، بفعل الإغلاقات".
ويتابع عواودة: "لا أرى مبررا للاحتلال لتنفيذ هذه الممارسات، سوى أنّه يمعن في التنغيص على حياتنا والتنكيل بنا، دونما سبب أو ذنب"، مطالبا كافة المؤسسات والجهات بالنظر بعين الجدّية إلى سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال بحقّ المواطنين، خاصّة في مدينة دورا وفي محيطها، والتي يكتوي بها يوميا آلاف المواطنين.
من جانبه، يقول المواطن محمد المصري، إن الاحتلال الإسرائيلي مارس عبر شهور ماضية كمّا هائلا من الإجراءات التعسفية طالت سكّان مدينة دورا، خاصّة بعد عملية الشهيد محمد الفقيه جنوب المدينة، وانعكست بشكل كبير على حياة المواطنين.
ويشير المصري إلى أنّ أكثر من أربعة مداخل باتت مغلقة خاصّة في جنوب مدينة دورا، لافتا إلى أنّه يلحظ أنّ الاحتلال يحاول التضييق على السّكان وأبقى باتجاه الجنوب مدخلا واحد مفتوحا، يتحكم فيه بحركة المواطنين وتنقلهم.
وطالت إجراءات الاحتلال وعدوانه عبر الشهور الماضية تفاصيل الحياة في مدينة دورا، وما تزال تبعات هذه الأحداث ماثلة على الأرض، من خلال الإغلاقات المتكررة خاصّة للمداخل المطلة على الشوارع الالتفافية، أو من خلال المداهمات والاعتقالات على ذات الخلفية، إضافة إلى الحواجز العسكرية المفاجئة التي يجري نصبها ما بين الفينة والأخرى في مختلف المفترقات.
من ناحيته، يشير مواطن رفض الكشف عن هويته، من خربة ديرازح جنوب مدينة دورا، إلى أنّ عدد سكان الخربة لا يتجاوز المئة نسمة، وتتألف الخربة من بضعة منازل، "لكنّ الاحتلال يحول دون مرور سكّانها عبر مدخلها الوحيد سوى بالمشي على الأقدام، ولا يسمح لأيّة مركبات بالدخول إلى الخربة".
ويلفت إلى أنّ الكثير من الحالات الإنسانية والظروف مرّت وتكررت ووقعت خلال المرحلة الماضية، بسبب هذه الإغلاقات، تمثل أبرزها في الحاجة لنقل الكثير من الحالات الطبية والمرضية ليلا عبر الإغلاقات، ما تسبب في ضرر كثير لحق بالأهالي.
ويطالب المواطن الفلسطيني بضرورة رفع الحصار والإغلاق عن مدينة دورا وضواحيها من أجل تسهيل حركة المواطنين.