استشهد، اليوم، أربعة شبان فلسطينيين بينهم ثلاثة نفذوا عملية إطلاق نار وطعن مزدوجة في محيط المسجد الأقصى المبارك، أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وجرح ستة آخرين بينهم اثنان بحالة حرجة، فيما منعت شرطة الاحتلال ولأول مرة منذ عام 1969 أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وقالت مواقع عبرية إن 3 مسلحين أطلقوا النار صوب عناصر شرطة الاحتلال أمام باب الأسباط بالبلدة القديمة في القدس، فأصابوا عنصري شرطة بجراح بالغة وإسرائيليا ثالثا بجراح طفيفة، ثم انسحبوا إلى داخل ساحات الأقصى.
وبينت أن قوة إسرائيلية لاحقت المسلحين واشتبكت معهم بساحات الأقصى قبل الإعلان عن استشهاد الثلاثة، الذين اتضح لاحقًا بأنهم يحملون بنادق محلية الصنع من طراز "كارلو غوستاف" ومسدسا، بينما تبين أنهم من سكان مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل.
وجرى التعرف على هوية شهداء عملية الأقصى وهم: محمد أحمد جبارين (29عامًا)، ومحمد حامد جبارين (19عامًا)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19عامًا).
ووصف وزير الأمن الداخلي في دولة الاحتلال العملية بالخطيرة جدًا، وأنها تعتبر بمثابة اجتياز للخطوط الحمراء، وذلك بعد انسحاب المنفذين ودخولهم إلى المسجد الأقصى.
إغلاق الأقصى
في أعقاب ذلك، أعلنت شرطة الاحتلال عن منع إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى اليوم، كما أغلقت أبوابه ومنعت الدخول إليه، وأعلنت أن البلدة القديمة والمسجد الأقصى "منطقة عسكرية مغلقة"، وذلك في أعقاب عملية إطلاق النار التي نفذها ثلاثة فلسطينيين وأدت إلى استشهادهم، ومقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين بجراح.
ومنذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، هذه هي المرة الثانية التي تمنع صلاة الجمعة بالأقصى؛ حيث إن المرة الأولى التي تم فيها منع صلاة الجمعة كانت عام 1969 في اليوم التالي لإقدام المستوطن مايكل روهان على إحراق المسجد نهاية آب/ أغسطس من العام المذكور.
واضطر آلاف المواطنين الفلسطينيين إلى أداء صلاة الجمعة في شوارع مدينة القدس، بعد إغلاق المسجد الأقصى أمامهم.
وذكرت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة، أن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين واعتقلت عددا منهم؛ من بينهم المفتي العام للديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في حين تواصل احتجاز عدد من حراس الأقصى منذ وقوع العملية.
من جانبه، ذكر مركز "إعلام القدس" أن قوات الاحتلال اعتقلت 58 موظفا يعملون في "دائرة الأوقاف الإسلامية" بالقدس؛ معظمهم من حراس المسجد الأقصى.
وأصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرارا بإعلان المسجد الأقصى منطقة مغلقة، بحجة "أسباب أمنية.
واعتقلت شرطة الاحتلال مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين عقب صلاة الجمعة مباشرة عند إحدى بوابات المسجد الأقصى وفق ما أكد نجله ومرافقه الخاص، وذلك بعد عملية القدس المباركة.
وقال مرافق المفتي خالد حمو لوكالة الصحافة الفرنسية: "بعد أن أغلقت الشرطة الإسرائيلية المسجد الاقصى اقيمت الصلاة عند بوابة الاسباط، وبعد انتهاء الصلاة مباشرة تقدمت وحدة شرطة خاصة واعتقلوا الشيخ واقتادوه بعيدا، ولم تكن تجري حينها أي مواجهات".
فيما قالت مصادر مقدسية إن قوات الاحتلال أفرجت عن معظم موظفي وحراس المسجد الأقصى المبارك، بعد اعتقالهم اليوم والتحقيق معهم، فيما أبقت على ثلاثة منهم ومدّدت فترة توقيفهم حتى يوم غدٍ الأحد.
وأمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو شرطة الاحتلال بإزالة خيام العزاء التي أقامتها عائلات الشهداء الثلاثة من مدينة أم الفحم (شمال فلسطين المحتلة عام48)، وفق ما ذكرت مواقع إعلامية عبرية.
وذكر الموقع الإخباري العبري (0404) أن نتنياهو أجرى ظهر اليوم، تقييما إضافيا للأوضاع الأمنية مع وزير الجيش والأمن الداخلي، والمفوض العام للشرطة ورئيس جهاز المخابرات (الشاباك) ومنسق حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أشار الموقع إلى أن نتنياهو أوعز بتعزيز الترتيبات الأمنية على الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، موضحاً أن رئيس الوزراء تلقى معلومات عن نتائج التحقيق التي تجريها قوات الاحتلال حول الهجوم.
فيما تقرر تبعا للحالة فتح المسجد الأقصى ابتداء من يوم غدٍ الأحد أمام المستوطنين لاقتحام باحاته.
كما تطرّق الموقع إلى دعوات يطلقها مستوطنون يطالبون باقتحام مدينة أم الفحم ونشر الجيش بداخلها، والقيام بحملات تفتيش بحثا عن الأسلحة وتنفيذ حملات اعتقالات في صفوف سكانها، وهدم منازل عائلات منفذي عملية القدس، وهدم كل المنازل التي بنيت دون ترخيص.
يذكر أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال داهمت مدينة ام الفحم واقتحمت منازل عائلات الشهداء الثلاثة وفتشتها واعتقلت عددا من أقاربهم للتحقيق معهم، فيما دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة وادي عارة (شمال) خوفا من وقوع مواجهات.
من جانبها أعلنت بلدية ام الفحم حالة الطوارئ في المدينة، وأنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة اية تطورات قد تحدث وأنها في حالة تنسيق دائم مع لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي الداخل.
وفي سياق منفصل، أعلنت مصادر فلسطينية في مدينة بيت لحم (جنوب القدس المحتلة)، عن استشهاد شاب فلسطيني في مخيم "الدهيشة" برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن مواجهات اندلعت فجر اليوم، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم بهدف تنفيذ حملات اعتقالات في صفوف سكانه.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى "الحسين" بمدينة بيت لحم، إن الشهيد هو الشاب "براء إسماعيل حمامدة" البالغ من العمر 18 عاما.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية النار على الشاب حمامدة خلال محاولته وأهالي المخيم التصدّي لعملية الاقتحام، ما أسفر عن استشهاده وإصابة شابين آخرين بجروح متفاوتة.
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من المخيم، عُرف من بينهم كل من؛ محمد خالد عبيد ومعاذ أبو نصار، وذلك بعد دهم منازل ذويهما وتفتيشها في المخيم.
وشيّع آلاف المواطنين في مخيم "الدهيشة"، جثمان الشهيد حمامدة، وأفادت مصادر محلية بأن موكب تشييع جثمان الشهيد انطلق من مستشفى بيت جالا الحكومي، إلى مقبرة "أرطاس" جنوبي مدينة بيت لحم.
وشارك في مسيرة التشييع آلاف الفلسطينيين؛ من بينهم ممثلون عن القوى والفصائل الوطنية، وسط إطلاق هتافات ودعوات للرّد على الجرائم الإسرائيلية المتكررة.
إصابة 3 مستوطنين
ومن جانب آخر، ذكرت مصادر إعلامية عبرية، أن ثلاثة مستوطنين أصيبوا جراء تعرّض مركبة إسرائيلية للرشق من قبل شبان فلسطينيين في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى.
وقالت القناة السابعة في التلفزيون العبري، إن مركبة إسرائيلية تعرّضت لإلقاء زجاجة حارقة خلال مرورها بالقرب من بلدة سلوان، الأمر الذي أدّى إلى إصابة ثلاثة من ركابها بجراح وصفت بالطفيفة.
وأضافت القناة العبرية على موقعها الالكتروني، أن قوات من جيش وشرطة الاحتلال هرعت إلى المكان وباشرت بالتحقيق في الواقعة.
وفي سياق اعتقالات الاحتلال اليومية بحق الفلسطينيين، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم، شابيْن مقدسييْن بعد إطلاق النار على أحدهما، في منطقة جبل المكبر جنوبي شرق مدينة القدس المحتلة.
وذكر شهود عيان أن قوة إسرائيلية اقتحمت حي الفاروق بمنطقة جبل المكبر، وقامت بدهم أحد المنازل، واعتقلت أحد الشبان، فيما لاحقت آخر تمكن من الانسحاب من المكان.
وأضاف الشهود أن أفراد القوة المقتحمة قاموا بملاحقة الشاب الذي تمكن من الانسحاب، واعتقاله بعد إطلاق النار عليه وإصابته في قدمه.
وأشاروا إلى أن القوة الإسرائيلية قامت لاحقا بالانسحاب من المنطقة، بعد اعتقال الشابيْن وهما من عائلة قراعين، ونقلتهما إلى جهة غير معلومة.
وفي سياق منفصل، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 14 عاما.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد اشتيوي، بأن المسيرة انطلقت بمشاركة المئات من أبناء البلدة وعدد من المتضامنين الأجانب، صوب البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي.