من الواضح أنه لا حدود ولا كوابح للهاث المطبعين العرب مع الاحتلال الإسرائيلي، آخرها قمة العار التي انطلقت أمس في النقب، بمشاركة إسرائيلية وأمريكية وعربية على مستوى وزراء الخارجية، حيث تشارك الإمارات والمغرب والبحرين في قمة العار، أو المؤامرة الجديدة على شعبنا الفلسطيني وقضيته.
الشعب الفلسطيني يتعامل بشكل خجول لا يرتقي مع حجم الجريمة التي يقترفها المطبعون العرب، فصائل المقاومة تندد وتستنكر ولكن بشكل دبلوماسي كلما تقدم المطبعون خطوة تضاف إلى سجل خيانتهم، وهذا أمر يشجع المطبعين على التمادي في غيهم وخيانتهم، وأعتقد أنه قد آن الأوان لأن تغير فصائل المقاومة وشعبنا طريقة التعامل مع هذه المهازل والخيانات.
نحن لا نملك سوى التنديد والاستنكار، ولكن هناك أشكال أشد مما هو عليه الحال الآن، لا بد أن تكون لغة الخطاب مختلفة تماما، وفيها شدة وقسوة؛ لأن المطبعين لا يخجلون وهم مستمرون في تسديد الطعنات لشعبنا الفلسطيني لصالح العدو الإسرائيلي، فلم كل هذا الانحطاط والردة والانحياز لمن يغتصب فلسطين ومقدساتها؟
هل اختار المطبعون النقب لاجتماعهم من أجل تضميد جراح الاحتلال مما أصابه قبل أيام على يد مقاوم فلسطيني؟ أم أنهم اختاروا النقب من أجل مباركة تهجير الفلسطينيين من النقب وإحلال المهاجرين الأوكرانيين بدلا منهم؟
نحن نعلم أن الامارات والبحرين والمغرب وأي نظام عربي آخر لن يوفر الأمن والأمان للاحتلال الإسرائيلي مهما تآمروا وقدموا من خدمات للكيان الغاصب، ومع ذلك لا بد من العمل ضدهم وعدم إظهار أي احترام لهم، بل يجب مخاطبة شعوبهم كل ساعة وكل لحظة بطريقة تؤثر في المطبعين، فإن لم يخجلوا منا فلا بد أن نعرّيهم أمام شعوبهم أكثر مما هم عليه الآن، لا يجوز السكوت على التطبيع الخياني الذي يمنح الاحتلال غطاء سياسيا عربيا لمضاعفة جرائمه في النقب والقدس والضفة الغربية واستمرار جريمة حصار قطاع غزة.
ختاما فإنني أتوجه إلى الشعب المغربي والبحريني وإلى الأقلية العربية في الإمارات وبقية الشعوب العربية أن يستنكروا عمليات التطبيع الخيانية ضد الشعب الفلسطيني وقضيته لأنهم يتحملون جزءا من المسؤولية، كما أتوجه إلى الإعلاميين الفلسطينيين والعرب أن يعوضوا تقصير السياسيين في الوقوف ضد الخائنين من العرب المطبعين من خلال مقالاتهم ورسوماتهم وإشعارهم وأي وسيلة ممكنة.