فلسطين أون لاين

كل يوم ركود فلسطيني هو يوم تطبيع

قلنا في مقال أمس: كل يوم ركود في الساحة الفلسطينية هو يوم فشل، ونقول اليوم أيضا إن كل يوم ركود هو يوم تطبيع متقدم مع العدو. إني رأيت ركود الماء يفسده، إن سال طاب وإن لم يسل لم يطب.

 قبل أيام التقت مصر والإمارات والبحرين والمغرب، والأردن، (وإسرائيل) ، وأميركا معا في شرم الشيخ، وغدا يلتقون في تل أبيب ربما بغياب الأردن. اللقاءان يقعان في ذروة جبل التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، وهو لقاء يقع في ذروة نسيان القضية الفلسطينية، وتغافل العرب عما توجبه العروبة والإسلام حين يحتل العدو أرضا إسلامية.

قبل الحديث في موضوع اللقاءين، أقول حين كانت القضية الفلسطينية دينامية متحركة، وكان الفلسطيني يعمل على تفعيلها وتصديرها للعالم وللرأي العام لم يكن ثمة تطبيع، ولم يكن ثمة لقاءات تعاون مشترك مع العدو، ويومها كان أكبر تنازل عربي في الملف هو المبادرة العربية التي ربطت بين التطبيع وزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، أي تطبيع يقوم على شرط.

كانت المبادرة العربية في ٢٠٠١م هي ذروة التنازلات العربية، ولكن التوقف العربي عند هذه الذروة المشروطة تحطم، وانقسمت الدول من التطبيع أيادي سبأ، وباتت الدول تهرول نحو التطبيع بلا شروط تتعلق بالقضية الفلسطينية، وكل دولة تعمل لمصالحها الخاصة مع العدو المحتل ولو على حساب المصالح الفلسطينية.

لقاء شرم الشيخ، ولقاء تل أبيب، هو امتداد لهذه الحالة التي تحكي نسيان العرب لواجباتهم إزاء فلسطين، وتحكي قفزهم عن المصالح الفلسطينية، والتعامل مع العدو في قضايا سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة بعيدا عن القضية الفلسطينية، حتى أنهم لم يشركوا عباس معهم، وهو نتاج مباشر لحالة الركود الفلسطيني.

في الضفة ركود على الحال القائم، لا مدافعة ولا حلول. وفي غزة أيضا استقر الحال على ما هو عليه بشكل أقل، ولكن لا مدافعة، ولا حلول، وهذه الحالة تعني الفساد، ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، وقد قدمت أن الماء الذي هو أصل الحياة يفسد بالركود، ويطيب بالجريان.

يقال إن لقاءات شرم الشيخ وتل أبيب تناقش التعاون الأمني المتعلق بالملف الإيراني، والعلاقات مع أميركا، والعلاقات الثنائية. أي إن تل أبيب هي جزء من الأمن القومي العربي، وبالتالي لا يسمح للفلسطيني بمقاومة العدو. هذه الحالة وصلنا لها بحالة الركود التي نمارسها منذ سنين، لا مدافعة ولا حلول!

إن من يناقش قضايا الأمن الإقليمي مع دولة العدو، لا يناقش معه وجوب إزالة احتلاله للأرض الفلسطينية، لأنه لا يرى في الاحتلال الإسرائيلي تهديدا للأمن القومي العربي. ما أود قوله للقيادات الفلسطينية هو إن حالة الركود والثبات القائمة على الواقع القائم يخدم العدو، ويضر بالمصالح الفلسطينية، لذا يجدر بكم مناقشة سبل الخروج من هذه الحالة المفروضة عليكم بقوة الاحتلال وأميركا والتطبيع.