فلسطين أون لاين

​محمد تكروري.. هكذا رسم طريق لقب الأول على فلسطين

...
محمد تكروري
القدس المحتلة / غزة - يحيى اليعقوبي

ليلة استثنائية أمضاها الأول على فلسطين، الطالب محمد عبد اللطيف تكروري، مترقبا بقلق نتيجته في امتحان الثانوية العامة، ولا سيما أن قلقا خاصا ينتابه من مادة اللغة الإنجليزية.

وبعد ليلة صعبة، أمضاها تكروري إلى حين المؤتمر الصحفي لإعلان أسماء الأوائل في الثانوية العامة على مستوى فلسطين، لم يتجرأ مشاهدة المؤتمر أو سماع أسماء الأوائل؛ خشية "أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، فذهب إلى غرفته ووضع الوسادة على وجهه، "وترك الصوت ينوب عن كل شيء في إبلاغه بالنتيجة".

بدأ المؤتمر، وأعلن أن الأول على فلسطين مكرر هو الطالب من مدرسة شعفاط الثانوية للبنين بالقدس المحتلة محمد عبد اللطيف أمين تكروري الحاصل على معدل 99.7% في الفرع العلمي، تردد صدى هذا الصوت في المنزل حتى وصل إلى أذنيه.

علت الزغاريد في منزله بداية من أول شخص وأكثر إنسان سانده وهي والدته، وما هي لحظات حتى امتلأ منزله بالأقارب والجيران والأصدقاء.

يعترف تكروري أن المعدل الذي كان يتوقعه حسب تقييمه الذاتي لإجاباته هو "99% .. "لم أصدق النتيجة كانت فرحة العمر"، يقول محمد.

وتابع في حديثه لصحيفة "فلسطين": "في بداية العام كنت لا أضغط نفسي بالمذاكرة، وحينما أشعر أن هناك ضغطا معينا علي كنت أقوم بتغيير برنامجي، فالثانوية العامة مثل مرحلة العاشر والحادي عشر، لكن تحتاج إلى مضاعفة الجهود دون ضغط النفس في البداية نظرا للأثر السلبي الذي يتركه ذلك".

وأضاف: "في الفصل الدراسي الأول كنت أستيقظ فجرا للدراسة، أما الفصل الثاني كنت أسهر ليلا خاصة مع شهر رمضان المبارك"، لافتا إلى أنه اهتم بالامتحانات التجريبية الوزارية التي سبقتها فترة عطلة قصيرة.

ويستدرك: "كنت أدرس لكل مادة قبل الامتحان التجريبي، وهكذا استطعت مراجعة المنهاج ثلاث مرات خلال العام الدراسي".

وذكر الطالب المتفوق أن سر تفوقه يكمن في "الإخلاص في الدراسة، فلم يهمني عدد ساعات الدراسة بقدر ما أنجزه، لأني لا ألتفت للآخرين، فأدركت مصلحتي أكثر من أي شخص آخر، أما السر الثاني فهو دعم الأهل والأساتذة ومدير مدرسة شعفاط شخصيا".

ويقول بنبرة فرح: "تدرون؟! .. كان ترتيبي الثاني على الفصل والثاني على مدرسة شعفاط؛ لأن فصلنا هو نخبة المتفوقين في المدرسة، وتدرون أيضا؟ قمت بمراجعة واحتساب معدلي 20 مرة".

ولم يغفل محمد الحديث عن نصائح والدته، وحرصها على أن يدرس وقت الفجر، والتركيز على أسئلة الكتاب الوزاري لأن 90% من الامتحان النهائي منه، وأن يخصص وقتا خاصا لمذاكرة الأشياء التي لم ينته منها.

وفي رسالته للمقبلين على التوجيهي العام القادم قال: "عليهم أن يقوموا بتأجيل ضغط النفس لآخر اللحظات وليس منذ العطلة الصيفية أو بداية السنة الدراسية، مع العزيمة والإصرار للوصول لطموحاتهم".

ويطمح تكروري بدراسة الطب؛ لأنه الشيء الذي أحبه منذ صغره، يعتبرها "أرقى مهنة إنسانية تخدم جميع الجوانب، وأكثر تخصص يحتاج إلى جهد، وأنه يرى نفسه بها".

ويختتم حديثه، بنبرة تزاحمت بها الحروف مع الفرح: "أتذكر اليوم المواقف الصعبة وسهري حتى الساعة الواحدة والثانية فجرا حتى أنتهي من المذاكرة، وأرى نتيجة تعبي تتحقق أمام عيني فهذه فرحة كبيرة".