أثار تشكيل مليشيات من المستوطنين لاستهداف الفلسطينيين في النقب المحتل عقب الهبة الجماهيرية التي اندلعت في الآونة الأخيرة، تخوفات من تكرار مجازر العصابات الصهيونية عام 1948، وسط دعوات لتشكيل لجان شعبية للتصدي لها، وفق مراقبين.
ويشهد النقب الفلسطيني المحتل منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، هبة جماهيرية ضد هجمة تحريش وتجريف يتعرض لها منذ ما يزيد على 3 أشهر، في حين تنفذ قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف البدو، لمحاولة النيل من الهبة الشعبية وتمرير مخططات لاقتلاع سكانه الأصليين.
وحذر الناشط عزيز الطوري، من أنشطة تلك المليشيات وجرائمها، مؤكدًا أنها ستكون السبب في انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة.
وحث الطوري، على ضرورة التصدي لتلك المليشيات على كل المستويات المحلية والدولية ومحاسبة من يقف خلفها وتوفير الحماية لسكان الداخل المحتل، معربًا عن خشيته من تكرار أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948م، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين العُزل.
وقال لصحيفة "فلسطين": منذ أكثر من عام الإعلام العبري يحرض على بدو النقب، ويصورهم على أنهم مخالفون للقانون ومحتلون للأرض وأنهم مجرمون ويجب اقتلاعهم من الأرض.
وأضاف: "من أجل ذلك نشاهد بين الفينة والأخرى اعتداء ميليشيات الاحتلال على المدنيين في القرى والبلدات الفلسطينية غير المعترف بها"، متوقعًا أن تزداد حجم الاعتداءات على بدو النقب، في محاولة لدفعهم للرحيل عن أرضهم.
ورأى أن تلك المليشيات تعمل بحماية من شرطة الاحتلال والأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تقدم لها الدعم والحماية اللازمة، داعيًا للحذر منها والتصدي لها والعمل على إفشال مخططاتها لاستهداف الفلسطينيين.
بدوره كشف عضو لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل، قدري أبو واصل، عن مساعٍ لتشكيل لجان شعبية لحراسة القرى والأحياء البدوية في مواجهة اعتداء تلك المليشيات المسلحة.
وأوضح أبو واصل عبر صحيفة "فلسطين" أن مليشيات المستوطنين مدعومة من الشرطة الإسرائيلية وتهدف بالدرجة الأولي لضرب النسيج الاجتماعي في النقب ومحاصر أهلنا هناك، وترحيلهم.
ولفت إلى أن تلك المليشيات ظهرت بسبب الهبة القوية في النقب المحتل، والتي أفشل خلالها أهلنا هناك مخططات الاحتلال لطردهم من أرضهم والاستيلاء عليها من أجل بناء مدينتين في النقب واحدة للعلمانيين وأخرى للحريديم.
وتحظى المليشيات المسلحة بحماية ودعم شرطة الاحتلال وبلدية بئر السبع في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، وشكلت من أجل استهداف فلسطينيي النقب وتهجيرهم من أراضيهم ووضعهم في "كانتونات" ليسهل السيطرة عليهم.