قال أحد المحسوبين على القيادة الفلسطينية إن مصداقية العالم على المحك، وفي مقدمتها أمريكا وأوروبا في تنفيذ الشرعية الدولية في فلسطين، مؤكدا "أنهم" لن يقبلوا اطلاقا بأنصاف الحلول، او التحايل على الشرعية الدولية بحلول جزئية تجمل صورة الاحتلال في وطننا.
بعد الحرب الروسية الاوكرانية اكتشف العرب فجأة ان الغرب عنصري بامتياز، وأنه يكيل بمكيالين، وأنه يمكن استغلال الفرصة للضغط على امريكا واوروبا لتحقيق مصالح العرب عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. الغرب عنصري إلى أبعد الحدود وهذه حقيقة لا تغيب الا عن اعمى ولا تحتاج الى حرب مثل التي نراها حتى تزيل الغشاوة عن الأعين، والحقيقة الثانية التي لم يكتشفها السياسيون العرب وهي اكثر وضوحا من الاولى ان الغرب وقح الى ابعد الحدود، ولا ينفع مع ضغط والاعيب الصغار السياسية.
تصريحات القيادي المشار اليها ليست جدية ولا حقيقية وانما هي للاستهلاك المحلي لا اكثر، فتلك القيادة قبلت بالتنازل عن ثلاثة ارباع الوطن وهي مستعدة للتنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وقد قيل بكل صراحة _من جانب قادة منظمة التحرير _ ان عودة اللاجئين الفلسطينيين تعني تدمير "إسرائيل" وهو امر غير وارد ويتعارض مع حل الدولتين ولا بد ان تكون العودة بتوافق الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وهذا يعني شطب حق العودة نهائيا.
اذا لم تقبل منظمة التحرير بانصاف الحلول فما البديل لديها؟ ما الذي ستفعله المنظمة وهي التي لم تتحرك بشكل ايجابي طيلة ثلاثة عقود على المماطلة الاسرائيلية، بل على العكس تماما فهي في تراجع مستمر حتى غدت المنظمة مجرد دائرة من دوائر السلطة الفلسطينية، فهل ستنتظر المنظمة مئة عام حتى تتحرك؟ ثم أن " إسرائيل" لم تقدم انصاف حلول ولن تقدم، هي تعمل على تركيع الشعب الفلسطيني وعلى الاستحواذ على كل شيء ولكن العقبة الوحيدة في وجهها هي المقاومة الفلسطينية وصمود شعبنا ولو ترك الامر لأنصار السلام وأيتام اوسلو لصارت القضية الفلسطينية نسيا منسيا.
اود التذكير فقط ان الجمود _او بمعنى اصح التطنيش_ يدمر صاحبه، سواء كان منظمة او حكومة او حتى مجرد مسؤول، والجمود لا يمكن كسره بتصريحات لا قيمة واقعية لها، القصد ان منشورات الفيس بوك وتغريدات تويتر لا تخرج السياسيين من ازماتهم، لا بد من التحرك العاجل والجاد للعودة الى مسار التحرير واخراج الشعب الفلسطيني من الدوامة التي يعيشها والاحتلال من مستوطناته والأراضي التي يحاول تثبيت نفسه فيها.