فلسطين أون لاين

"مريم" تتقن فن الحرق على الخشب مُتَحَدِّيَةً إعاقتها

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

تتابع مريم أبو سمرة (24عاما) عملها في رسم لوحات فنية بالاعتماد على طريقة الحرق على الخشب، دون شعور من حولها بإعاقتها.

وتواصل حرق لوح خشبي أمامها بدقة كبيرة، رغم إمساكها بيديها الضعيفتين آلة الكي بصعوبة بالغة.

وتُعاني مريم من إعاقة في يديها تتمثل في ضعف العضلات وهشاشة العظام، ترافقها منذ الولادة.

ولم تُثنها الإعاقة عن تحقيق طموحها بممارسة فن الحرق على الخشب الذي أحبته منذ الصغر، وتوجهت لدراسته في إحدى الكليات من أجل إتقانه.

وتُخَفِّف الشابة أبو سمرة الضغط على آلة الحرق تارة، وتُثْقِل يدها عليها تارة أخرى، متحريًة الدقة في حركاتها، لخلق تفاوت وتدرج بين الألوان الناتجة عن الحرق، الأسود والبني الغامق والبني الفاتح.

ويُعَد الحرق على الخشب من الأعمال الصعبة في ظل عدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم، وفق أبو سمرة.

وأوضحت أبو سمرة في حديثها لـ"فلسطين" أنها تتغلب على صعوبته بالتركيز العالي والخبرة الناتجة عن الممارسة الطويلة للفن، إضافة إلى إرادتها وعزيمتها في التغلب على الإعاقة.

وتنتج أبو سمرة لوحات فنية بناءً على طلب محبي فن الحرق على الخشب، ولوحات أخرى تنثر على خشبها إبداعها وأفكارها، ثم تبيعها في معارض متنوعة تشارك فيها.

وتَتّبع طريقة نسخ الرسومات الجاهزة والخطوط على لوحاتها الخشبية عن طريق ورق الكربون، أو أقلام رصاص خاصة، كونها لا تجيد الرسم، ثم تباشر عملية الحرق.

ويجمع فن الحرق على الخشب بين الرسم والخط، وقد يستخدم معه النحت لإبراز بعض الجوانب وخلق مؤثرات فنية.

ويرسم ممارسو هذا الفن باستخدام مكواة لحام القصدير المستخدم في فك وتركيب القطع الإلكترونية، ويتم تركيب رؤوس ذات أشكال متعددة فيها، منها المضلع ومنها الحاد ومنها المحدب.

وأوضحت أبو سمرة أنها تستخدم خشب "الأبلكاج" الأبيض غالبا لرخص ثمنه وكونه مناسبا جدا من خلال التحكم في درجات الحرق عليه بسهولة، مشيرة إلى أنها تتخذ من إتقانها لفن الحرق على الخشب مصدرا للرزق.

ولفتت إلى أن مركز البرامج النسائية برفح يحتضن أعمالها من خلال توفير الخامات المطلوبة للعمل بشكل كامل، وهي بدورها تستثمر مهارتها مقابل الحصول على نسبة من ثمن ما تنتجه.

وقالت أبو سمرة: "المشكلة الأكبر التي تواجه هذا الفن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وضعفه عند وصله"، مضيفة: "أطمح لاستثمار مهارتي في فن الحرق على الخشب في فتح مشروع خاص بي، وإنتاج لوحات أشارك بها في معارض محلية ودولية".