بعد أكثر من ستة أشهر على كشف المواطنين تأجير وزارة الأوقاف التابعة للسلطة في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة منطقة برك سليمان لشركة خاصة وتحويلها إلى مكان لإقامة احتفالات مخلة بالآداب وشرب الخمور، وطمس أحد المساجد القديمة في المنطقة، عادت الشركة لمحاولة إغلاق المنطقة.
وسادت حالة من الغضب بين صفوف سكان قرية "أرطاس" قرب منطقة برك سليمان في بيت لحم بسبب محاولة الشركة ووزارة الأوقاف إغلاق الطريق الوحيد المؤدّي إلى الوقف الإسلامي أمام المواطنين وإبقائه فقط لصالح الشركة ومُرتادي تلك المنطقة.
وتزيد مساحة برك سليمان الثلاث جنوب مدينة بيت لحم على 30 ألفَ مترٍ مربع، وتُحيط بها مساحة مُماثلة من المحميَّات الطبيعية، وتُمثّل مصدرًا للماء على مدار التاريخ لمدينة القدس المحتلة من خلال بناءٍ هندسيٍّ وشبكةٍ مائيةٍ مُعقّدةٍ لم يُكتشف كثير من خباياها حتى اليوم.
وتُفيد الدراسات والأبحاث بأنّ أقدم إرثٍ في برك سليمان يعود للفترة الرومانية، في حين تُثبت تدخُّلاتٍ بشرية أنها موجودة قبل الميلاد، وأنها نِتاج تعاقُبِ عدّة عصور.
وأكد الناشط المُجتمعي محمد عايش أنّ الشركة المُعتدية على الوقف الإسلامي في قرية أرطاس تنوي تبليط الشارع الرئيس بهدف إغلاقه وعزل الوقف تمامًا عن المواطنين.
وأفاد عايش في حديث لصحيفة "فلسطين" بأنّ المنطقة تحتوي على 250 دونُمًا من الأحراش وآثار ومنقبون عنها، مُشيرًا إلى أنّ هناك حالة غضبٍ في قرية أرطاس القريبة من المنطقة، ورفضٌ كبيرٌ من المواطنين لتعبيد الشارع بهذه الطريقة، كونه سيتمّ إغلاقه بعد ذلك للسيطرة على المنطقة، مع إمكانية استيلاء الاحتلال عليها، إذ دائمًا ما يتجوّل المستوطنون فيها ويحاولون سرقتها.
وأكد عضو مجلس قروي بلدة أرطاس عوض أبو صوي أنّ الشارع المنوي تعبيده في منطقة برك سليمان يؤدي إلى منطقة مهمة جدًّا، وهي وقفٌ إسلاميٌّ ومُهدّدةٌ أيضا بالاستيلاء عليها من الاحتلال ومستوطنيه.
وبيّن أبو صوي في حديث لـ"فلسطين" أنّ المنطقة مُستهدفة، ويصل المستوطنون إليها بشكلٍ شبه أسبوعي بمزاعم تلمودية مختلفة، وهي محطّ أطماع استيطانية، لذا المطلوب من المجتمع المحلّي تكثيف وجودهم في المنطقة لتخفيف حركة المستوطنين فيها، وحمايتها.
وقال: "لن يتهاون مجلس قروي أرطاس في استخدام مواد غير مقبولة في الشارع قد تُعيق وصول الناس للمنطقة أو حركة السير، وسيتمّ رفض إقامته بشكلٍ مُطلقٍ حال ذلك"، مُوضّحًا أنّ المجلسَ لديه مطالب في أعمال الشارع المُؤدّي لبرك سليمان، إذ خاطب وزارة الأشغال ولجنة السير لتحديد المواد الأولية التي سيتمّ وضعها في الشارع.
ونبّه إلى أنّ منطقة برك سليمان تعدُّ أيضًا مُتنفّسًا للشريحة الاجتماعية متوسطة الدخل، ومكانًا للترفيه للعائلات، لذا يجب تعبيد الشارع بطريقةٍ تُسهّل وصول الناس إليها.